جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب منيزل النعيمي
لقد فسّرت نظريات العلاقات الدولية معظم الظواهر العالمية و الأحداث على مر التاريخ و قد أعطت دروساً للدول في كيفية صياغة صنع القرار و تأثيراته على الصعيد الوطني الخاص و العام.
قبل سنوات عديدة و تحديداً في العام ١٩١٩ وقّعت ألمانيا تحت الضغط على إتفاق فرساي ، و الذي أعطى بموجبة الشرعية لفرنسا و بلجيكا بأن تنتزع جزءاً من أراضي ألمانيا ، و كُسرت فيها شوكة الألمان نظرياً ، و لكنه في ذات الوقت فتح الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات الدولية عنوانها رد الإعتبار و الثأر مما حصل.
لقد أفضى هذا الإتفاق إلى إبقاء عدد من الملفات دون معالجة ، و أشعر الألمان بالهزيمة النكراء مما ولّد روح قومية متعصبه للعِرق الألماني بقيادة النازيّة و التي عمل في ضوءها هتلر و دفع بالعالم إلى حرب عالمية طاحنة مات فيها الملايين.
اليوم العالم يعيش حالة مماثلة نوعاً ما ، و لكن باختلاف الدول و الشخوص ، فروسيا اليوم على صفيح ساخن و العالم يدفع بها لأن تكون ألمانيا جديدة مشابهه لها في الدَوْر ، مختلفة عنها في الوضع الجيوسياسي ، على دول العالم العظمى و على رأسها أمريكا التي تتصدّر العالم نظرياً ، و أن تأخذ على رأسها قليلاً و تتقبل فكرة ثنائية القطبية بعيداً عن مفهوم الهيمنة الأمريكية في النظام الدولي الحديث ، و إلّا فإن العواقب لن تكون سليمة ، ففي قوانين الفيزياء " إن لكل فعل ردة فعل مساوٍ له في المقدار ، ومعاكس له في الإتجاه " و بإسقاط ذلك على السياسة فإن إنكسار روسيا سيُشيء بشيء لا يتحمله العالم المنهك أصلا بعد سنوات عديده من المتغيرات الطارئة عليه .
لقد أعطى التاريخ دروساً كبيرة و إذا ما أراد العالم النجاه فعليه الإعتبار من التاريخ .