النسخة الكاملة

احفاد أبو رغال ..أنهم لا يمثلوننا ؟؟

الخميس-2022-09-27 10:00 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم المهندس مدحت الخطيب - كان للعرب قبل الإسلام شعيرة تتمثل في رجم قبر أبو رغال بعد الحج،  وظلت هذه الشعيرة في الفترة بين غزو أبرهة الأشرم حاكم اليمن من قبل النجاشي ملك الحبشة عام الفيل وحتى ظهور الإسلام .

فمن هوأبو رغال؟؟ وصف بأنه أكبر رمز للخيانة عبر الزمان، اتخذه أبرهة الحبشي دليلا له في غزوته للكعبة ، اما عن سبب تلك الغزوة التي اراد خلالها ابرهة هدم الكعبة  فيحكى ان ابرهة الحبشي بنى بيتا ذهبيا باليمن سمّاه القليس ونصب فيه الاصنام في محاولة لجعل العرب يقبلون على الحج اليه ، الا ان هذا العمل القبيح  اثار حفيظة العرب وغيرتهم على كعبتهم المقدسة، ويوم تدشين بيت ابرهة الذهبي اقدم أحد الاعراب في غفلة منه هو ورجاله على التـغوّط فيه استخفافا وانتـــــقاما من ابرهة لتجرؤه على الكعبة المقدسة.

عندها جن جنون ابرهة واقسم على هدم الكعبة فقام بتجهيز جيش ضخم يتقدّمه فيل الا انه وجد عائقا امامه هو ورجاله تمثل في عدم معرفة الطريق الى مكة مما جعله يسعى الى كسب دليل يسهل له عملية الغزو والهدم، لكنه وجد صعوبة في ذلك ولم يرض احد من العرب خيانة قومه والكعبة المقدسة ، ماعدا ابا رغال الذي سال لعابه لإغراءات ابرهة فاقدم على خيانة قومه ورضي ان يكون دليلا له، 

بعدها مات أبو رغال ودفن هناك فرجمت العرب بعد ذلك قبره، وصار مضرب الأمثال و رمزًا للخيانة والعمالة والنذالة واصبح كل خائن ينعت بأبي رغال حتى زماننا هذا  ،

اليوم وفي زمن انصاف الرجال ، في زمان الاستضعاف  والانكسار ،قد يقول قائل ؟؟؟ كم ابي رغال يعيش  بيننا يأكل ويشرب معنا، ويتقدم الصفوف و يُحمل على الاعناق ويُهتف بإسمه في كل مكان ،

كم ابو رغال في زماننا دافع ويُدافع عنه زمرة فاسدة ضالة من الذين باعوا ضمائرهم بثمن بخس مقابل حفنة دولارات تدفع لهم هنا وهناك لتبييض صورهم وتجميل خياناتهم على حساب الوطن والمواطن.

صدقوني أحفاد ابو رغال كثر في هذا الزمان العجيب، والله  لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عندهم من هدم صورة اسيادهم او حتى الحديث عنها او محاسبتها  ،

ابو رغال خائن مات ويده تقطر بدماء الرجال، ولكن احفاد ابو رغال لا نشتم من تحت قمصانهم الفاخره الا العطر الذي اكتسبوه من قوت الشعوب  ،

 مات ابو رغال وبقيت اللعنات تطارده الى يومنا هذا ،ومات عدد من احفادة في زماننا وهاهي اللعنات تطاردهم صباح مساء فما أشبه اليوم بالأمس,وهكذا الأيام نداولها بين الناس فهل من متَّعظ معتبِر