جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم عبدالحافظ الهروط
بداية، أنا واحد منكم لا ينازعني على تشجيع النادي مخلوق في الدنيا.
فقد سبق وأنا على رأس عملي في مهنة الصحافة، وفي أشد مراحلها تنافساً مع الصحف الورقية والاعلام الاردني والعربي، أن عبّرت وفي مقابلة تلفزيونية، عن تشجيعي للفيصلي، في الوقت الذي عبر فيه زملاء المقابلة "الحياد".
ومع هذا الانتماء، فقد كنت محايداً في الكتابة في صحيفة "الرأي" ومن أسعد الناس عند فوز الفريق، وتقبّل الخسارة عندما يستحقها، ومصفقّاً عندما يخسر وهو الأفضل، هكذا أنظر للرياضة، صحافياً ومشجعاً.
المتابع للكرة الاردنية والكرة العربية، يلمس كم هي متأخرة عن ركب الكرة العالمية، رغم كل الانجازات محلياً وقارياً، وانتهاء بالتأهل لكأس العالم، وكم هي المليارات التي أُنفقت على الكرة العربية والمرافق واللاعبين والمدربين والحكام، ومع ذلك، ما تزال الفجوة متسعة، بينها وبين الكرة العالمية، والأوروبية، منها.
وعند الحديث عن الجماهير، فإن المقارنة تسطع ظالمة وقاسية، عندما يأخذنا الخيال ونحن نشاهد ٩٠ - ١٠٠ الف مشجع يحضر ون مباراة على مدرجات ستاد في اسبانيا أو إنجلترا او بلد من البلدان العظمى في كرة القدم، يتابعون فريقين قيمتهما المالية مليارات ، وعند خسارة أحدهما المباراة او البطولة، يغادرون بصمت ويهم يخفون وجع خسارة فريقهم ودون شغب، حتى أن أطفالهم في مأمن، كما لو هم حضروا مسرحية أوحفلاً غنائياً أو رحلة.
ماذا عندنا من أداء في الملاعب، وماذا عندنا من نجوم، وما وزن بطولاتنا معنوياً ومادياً؟!، ونحن يومياً نشاهد على شاشات التلفزة مباريات ونهايات بطولات حتى يصل جمهورنا، وأعني هنا من دخل من جمهور الفيصلي ارض الملعب، معبّراً عن غضبه على أمر ، لا يستحق التعبير من مشجع واحد، ولأن أي لاعب مخالف، فالقانون هو من يوقع العقوبة، لا الجمهور .
إن انتماءنا لأنديتنا ودعم لاعبينا، هو أن نرتقي بثقافتنا الرياضية، ذلك أن الفوز وهو غاية الجماهير، لا يتحقق بمثل هذه السلوكيات، بل العكس، هو من يجعل النادي يدفع الثمن مادياً، ويجلب له سمعة تستهلك من رصيده التاريخي في إنجازاته وشهرته محلياً وعربياً وقارياً.
ما اتمناه على جمهور الفيصلي، والجمهور الاردني بشكل عام، أن لا ينزلق الى أمور تبدو في نظر البعض أنها لا تحتاج كل هذا الكلام وغيره من كلام لزملاء المهنة او الرأي العام، فقد باتت وسائل الاعلام في كل بيت والعالم صار "غرفة" وليس قرية.
أما من يتذرع، بـأن "هذا يحدث في كرة القدم"، نقول أن كرة القدم وجدت لإمتاع المشاهد، وأن من يقدم الاداء الراقي يجذب الجماهير ويجلب الدعم.