جفرا نيوز -
جفرا نيوز - محمد جميل الخطيب
قالوا سابقا ان هم البنات للممات... وهو قول جميل لكن لا يعني انهم هَمُ على قلوبنا، وانما يشير هذا القول الى ان الاب يبقى قلق على بناته من لحظة ولادتهن وحتى وفاتهن، فالزمن بالنسبة للآباء غدّار، متقلب، لذلك تجد معظم الآباء يهتم بتربية البنت وتعليمها وتأمينها بفرصة عمل ومكان لائق، وإزالة أي عراقيل تواجهها.
وقالوا أيضا ان البنت سر ابيها، كناية على عمق العلاقة ومتانتها بين الأب والبنت، فهن المؤنسات الغاليات، كما ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام، أي يستأنس بهن، للطف حديثهن، وحصول أُنس الأبوين والأهل بهن، ولين عريكتهن غالبا، والغاليات، أي عظيمات القدر والقيمة والمنزلة عند الأبوين والأهل.
كما تقول الامثال الشعبية ان الى جانب كل امرأة ناجحة أب عظيم، ولا تجد البنت رجلا احن من ابيها ولا رجل أحبها دون هدف، كيف لا وهو الذي علمها كيف تكون اميرة، وفي المقابل تقول البنت ان ابتسامة أبيها جزء من عافيتها، وهي الفتاة التي لا تكبر في عين ابيها، وتبقى الطفلة المدللة حتى مماته.
وحب البنت لأبيها ومحاولتها أن تجد شريك حياتها بمواصفات أبيها المحبوب ليس جديدا فهو السند والملجأ في ساعات الحاجة والنوى والقلة وغدر الأصحاب.
وليست محبه البنت لأبيها بأقل من محبة الأب لابنته وفي كثير من الحالات نجدها متفانية في حبه وخدمته وعيادته عندما يتقدم به العمر.
وتبقى " البنت سر أبيها " وحبيبته.... وشموسه... وأقماره.... وخرائط بهجته...وتفاصيل سعادته.... وقصيدته الأثيرة.
ومختصر الحديث ان البنت مريضة بابيها، دلالة على عمق العلاقة ومتانتها، وهو مرض حميد، فالفتاة تتأثر بأبيها منذ نشأتها، وينسحب ذلك على الترابط الفكري والعقلي، وتساهم العلاقة في بناء وتكوين شخصيتها، وينعكس ذلك على ثقتها بنفسها.
يقول الدكتور اياد القنيبي : دللوا بناتكم، أغدقوا عليهن من عاطفتكم وحنانكم، وتذكروا أن الحنان على البنات تحصين لهن وتقوية لشخصياتهن.
أخبروا بناتكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح كان إذا جاءته فاطمة قام إليها، فقبَّلها، وأمسك بيدها، ثم أقعدها مكانه، حفاوةً بها وترحيباً وتدليلاً...وكانت هي أيضاً إذا جاءها أبوها رسول الله قامت إليه فقبلته وأمسكت بيده، ثم أقعدته مكانها...