جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم سهم محمد العبادي
«صنع في الأردن» ، لم يكن عنوان كتاب تم إشهاره، الثلاثاء الماضي، في المركز الثقافي الملكي للكاتب الاقتصادي والصناعي المهندس موسى الساكت، برعاية من رئيس مجلس الأعيان، فيصل الفايز، وحضور رجالات الوطن من مختلف الاطياف والصناعيين على وجه الخصوص ، لكن «صنع في الأردن» هو عنوان مرحلة قادمة لنهضة الأردن اقتصاديا وصناعيا ، من خلالها نستطيع إحداث نقلة نوعية لدخول الثورة الصناعية الرابعة ونحقق رؤى جلالة الملك في الوصول إلى دولة الإنتاج والاعتماد على الذات ودعم الاستثمارات والترويج لها.
نالت تفاصيل الكتاب اعجاب الحضور، الذي حمل بين طياته رؤية وطنية لإحداث نهضة قابلة التطبيق على الأرض ، إذا وجد من ينفذها ضمن الخطط الاستراتيجية التي أسست عليها منذ إطلاق مبادرة «صنع في الأردن» عام 2009 وتطورت بشكل كبير حتى وصلت إلى ما وصلت إليه قبل عامين قبل أن تتوقف نهائيا وتغيب عن الوجود.
«صنع في الأردن» جاءت فكرتها من رؤى ملكية، ومن رحم الخطابات الملكية التي لطالما أكدت على الوصول في الأردن لدولة الإنتاج والاعتماد على الذات ، وكان لجلالة الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين -حفظه الله- الدور الأول والأبرز في تولد فكرة المبادرة ، التي التقطها المهندس موسى الساكت منذ عام 2009 وبدأ العمل عليها وتجويدها بالتشاركية مع غرف الصناعة ، وامتدت حتى طالت شراكاتها معظم المؤسسات الحكومية وبعض مؤسسات القطاع الخاص، وأثمرت عن نتائج إيجابية انعكست على الصناعة والاقتصاد ككل.
رئيس مجلس الأعيان ، فيصل الفايز، دعا إلى مأسسة مبادرة «صنع في الأردن» واعتبارها مبادرة وطنية، وأعتقد أن دولة الفايز أصاب الحقيقة بهذا الطرح، فتحويلها إلى مبادرة وطنية يعني توسع المشاركة بها وبالتالي الاستفادة من تنوع الخبرات في إدارة المبادرة والعمل ضمن خطة ومنهجية علمية، وأجزم أنها ستكون أكبر عملية ترويج للصناعات الأردنية عرفها تاريخ الاردن، وقد تحدث الفارق الكبير اقتصاديا وتساهم في تطوير الصناعات ، وستوفر لنا فرصة عظيمة في تسليط الضوء على الصناعات الريادية والابتكارية وصناعات المعرفة وغير ذلك الكثير، لكن ذلك يتطلب أن تكون «صنع في الأردن» مبادرة وطنية ضمن قانون وليس مبادرة تطوعية عادية، لان الأردن يستحق ولأنها رؤية الوطن وقائده وطموح شعب باكمله ، ولا ننسى أن عددا من الدول العربية عملت مبادرة مماثلة جاءت بعد تجرتنا واقتبستها عن «صنع في الأردن» .
الكتاب والطموح والأهداف التي نثرت على صفحاته بكل براعة لا تختزل بمقال ، وأتوجه بالشكر للكاتب الاقتصادي والصناعي، المهندس موسى الساكت ، على الجهد الكبير ، وأتمنى التوفيق لهذه المبادرة ، وأن تلتقط الحكومة هذا النجاح لتحويلها إلى مبادرة مؤسسية ، وأن نصل بالأردن إلى الدولة الصناعية التي نطمح لها ، خصوصا وان البيئة اردنيا داعمة لهذا النجاح بما ينعكس على الاقتصاد والتنمية المستدامة إيجابا ، وهذا يتوافق مع ضرورة الاعتماد على التعليم التقني والمهني وسيوفر فرص عمل كبيرة وكثيرة مثلما سيكون لدينا صادرات ينتج عنها مدخولات من العملة الصعبة للوطن، «صنع في الاردن» رسالة وطن محليا وعالميا.