جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم د. حازم قشوع - مع بدأ اثيوبيا التحضير للملء الرابع فى سد النهضة وانتهاءها
من الملء الثالث بقرار ذاتي غير آبه بالقرارات الدوليه او بالاتجاهات الدبلوماسية بدات مصر بالتحرك الاستخباري الميداني هذه المره عبر تيغراي كما يصف ذلك بعض السياسيين وذلك لوقف القرارات الاحاديه التى تتخذها حكومة اديس ابابا بتوسيع قوة اثيوبيا فى المنطقة الافريقيه بمحاولة منها لتغيير الوضع الجيوسياسي فى القرن الافريقي الذى تقوده تاريخيا الدوله المصريه وذلك بعدما توقفت المفاوضات المصريه السودانيه الاثيوبيه التى استمرت للسنتين دون تحقيق نتيجة تذكر واذعان الرئيس الاثيوبي أبي احمد بممارسة سياسية فرض الامر الواقع بملء سد النهضة بقرار احادي باعتبار ان اثيوبيا تشكل منبع النيل الرئيس.
وعلى الرغم من محاولة مصر والسودان احتواء المشهد وحصره فى اطاره الفني والتقني والابتعاد به عن الجانب السياسي الا ان القيادة الاثيوبيه دأبت ان تضعه فى المنزله ذات الابعاد السياسيه المعقدة وتدخله بدهاليز وسراديب امنيه وجيوسياسية معقدة وهذا ما جعل من ملف سد النهضه يراوح مكانه على طاولة المفاوضات بدلا ان تضعه فى اطاره العلمي والمعرفي الذى يمكن التوافق عليه خلال ساعتين تفاوض لا اكثر هذا ما تقوله المرجعيات التقنية و الفنية كما تشهد عليه معظم المرجعيات السياسيه والامنيه المتابعة للمشهد هنالك التى خلصت الى خلاصة مفادها يقول ان ازمة سد النهضه هى ازمة سياسيه مفتعله هدفها الضغط على مصر وتاجيج الوضع بالسودان وتغيير نظام الضوابط والموازين فى القرن الافريقي يكون مركزه اثيوبيا التى تعتبر عاصمة الاتحاد الافريقي .
وفى محاولة من حكومة ابي احمد اجهاز الوضع الامني فى اقليم تيغراي يقوم جيشها المركزي بشن حرب وصفها الرئيس جو بايدن بالعرقيه على اقليم تغراي الذى يقع فى شمال اثيوبيا والذي تحده دولة ارتيريا من الشمال واقليم أمهره من الجنوب واقليم العفر ذو الغالبيه المسلمه فى الجنوب الشرقي بعد ما تناهى لحكومة اديس ابابا ان هنالك دعما مصريا لقيادات الجبهه الشعبيه فى اقليم تيغراي وهو الاقليم الذى داب ان يقود اثيوبيا فى منذ مناخات استقلال ارتيريا عن اثيوبيا فى بداية تسعينات القرن الماضي والذى كانت سياسية قياداته منسجمه مع سياسات الاقليم فى القرن الافريقي .
الى ان استلم ابي احمد الرئيس الحالي الحكم عام 2018 والمنطقه تعيش حالة عدم استقرار بسبب استجارة ابي احمد بالصين لانشاء سد النهضه وتحالفاته الضمنيه مع اسرائيل ومحاولته يسط نفوذ اقليمي لاثيوبيا فى القاره الافريقيه مستفيدا من كونها عاصمة الاتحاد الافريقي وقيامه على الصعيد الداخلي بموجه من التطهير العرقي تمثلت بإقصاء قيادات تيغراي من بيت الحكم مما جعل من اقليم تغراي يشهد حركه شعبيه تطالب بالحكم الذاتي وجعل من المنطقه تدخل بحسابات عدم الاستقرار غير معروفة النتائج مع استمرار اعمال العنف فى اقليم تيغراي الذى بدات المنطفه بقيادة مصر بالحديث حول اهمية عودة هذه الاقليم لحكم اثيوبيا التى انتهي فيها حكم الرئيس ابي احمد منذ عامين وعدم قيامه باجراء اتخابات تؤهله قرار شرعيه السياسي .
وفى الاستخلاص فان دخول منطقه القرن الافريقي فى منزلق حاد بالضغط على مصر كان متوقعا بعد التباينات الحادة بين الموقفين المصري والاسرائيلي اثر الاحداث الاخيره فى غزه وفشل مساعي رئيس الشاباك من بلورة حاله يمكن البناء عليها قبل قمة العلمين التى جرت مأخرا فى مصر والتى وحدت الموقف العربي مع مصر ومع مكانتها الجيوسياسيه التى يصفها جلالة الملك عبدالله الثاني باهميتها الاستراتيجيه للسلم الاقليمي والسلام الدولي فان امن مصر من امن الاردن ومنزلة مصر فى القرن الافريقي هى من مكانة العرب ومن منزلتهم .