جفرا نيوز -
جفرا نيوز - سلطان عبد الكريم الخلايلة
نحن أمام عشر سنوات مقبلة مطلوب منا فيها أن ننجح في الإصلاح الشامل المستهدف بقوائمه الثلاثة؛ السياسية والاقتصادية والإدارية، حيث أن المنظومة اكتملت أو توشك أن تكتمل وأصبحت الفرصة حاضرة.
نوجّه هنا تساؤلنا الرئيسي: ماذا نحن فاعلون؟
إنها المراجعة الشاملة التي لم يسبق لنا أن خُضنا مثيلها من قبل، وعلينا أن نتفاءل بها ولا أبالغ إن قلت أننا أمام أهم عشر سنوات في تاريخ الدولة الأردنية والتي ستؤسس للمئوية الثانية بكل قوة، كما تمكن أهمية هذه المراجعة أنها تعمل على تأسيس قواعد سياسية واقتصادية وإدارية لمئوية التعزيز، مئوية ندخلها ونحن نقدم حزمة كاملة من الإصلاحات والتغييرات الشاملة، وتم بدء العمل بها.
منذ سنوات ونحن نطالب بالتحرك الجاد ضمن خطة شاملة للنهوض بالبلد، والآن أصبحت الخطة بين يدينا، فالناس يترقّبون التغيير والمراجعة شاملة لا تنتظر التأخير في مرحلة جديدة ومفصلية، والمطلوب أيضاً المضي قدماً بالتزامن مع كل الإصلاحات المعلن عنها على نهج واحد، فالتأخير مُكلف على مجتمعنا والدولة، خصوصاً وأننا قد انتظرنا طويلاً، سنوات وسنوات ونحن نطالب بما نقوم به اليوم.
لهذا نقول يجب تحقيق نتائج أولية سريعة وأخرى على المدى المتوسط قبل التحقق من النتائج بعيدة المدى، والفرصة اليوم متاحة لنا نحو بناء مساحة من الثقة مع شعبنا، بعد أن اتسعت الفجوة بما كانت تقوم به الحكومات سابقاً من ممارسات إدارية بدت غير جادة وأدّت إلى زيادة فجوة الثقة التي نسعى لردمها بعد كل هذه الإصلاحات الكبيرة التي نثمّنها.
إن ما نريده اليوم أيضاً هو مزيد من العمل والانجاز ومن المعلوم أن اكتمال منظومة التحديث السياسي يوازيها البدء بالإصلاح الاقتصادي ثم تبعها تطوير القطاع العام، وهذه هي مسيرة الاصلاح المستمرة التي نأمل لها التوفيق.
لقد وضع عقل الدولة رؤية شاملة ومُحكَّمة للسنوات المقبلة بهدف رفع قدرات القطاع العام، المبنية على النهوض بالاقتصاد وهذا هو المستقبل الأردني وخارطة طريقه للإصلاح المنشود، كما أن الفرصة اليوم حاضرة بنهضة شاملة في جميع القطاعات، مع عدم إغفالنا بأن المحطة التي نقف عليها تخضع لتحديات محلية وإقليمية وعالية بالغة التعقيد.
وأختم القول هنا بأن ما يجب علينا القيام به وسط إقليم وعالم يتخبط هو أن نعمل على تمتين جبهتنا الداخلية سياسياً واقتصادياً وإدارياً، وهذا تماماً ما تقول منظومة التحديث أنها تقوم به، كما أننا نعلم بأن الحرب الروسية الأوكرانية ووقع طبول الحرب التي تدق بين الصين وأمريكا بل بين حلفين: أسيوي بجناحيه الصيني والروسي وإن شئتم الحقوا بهما كوريا الشمالية وغربي وبجناحه الأمريكي الأوروبي، ولو أن هذا التخبط العالمي وحده موجود؛ فإنّ ذلك يكفي لإقناعنا بأن الوقت الآن حان أكثر من أي زمن آخر للانطلاق في عملية إصلاحية شاملة هدفها الأول تمتين الجبهة الداخلية وبناء قاعدة متينة يقف عليها الأردني لمئة عام قادمة من النهضة والخير والعمل والبناء الجاد.