جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .
..................
عندما ظهرت علينا سيدة من عائلة أحد وزراء حكومة الخصاونة وقامت بِسَب وشتِم الشعب الأردني ووصفته بالدونية والغباء وأن علاجه هو الضرب بالصرامي على رأسه ، وكل ذلك كان بسبب أن هنالك شكاوي على السوشال ميديا والإعلام على وزير المياه بأنه فاشل ومقصر ولا يقوم بواجباته الموكولة له والمأكولة منه ومن زملائه المقصرين .
ولكوني في صباح كل يوم أحب أن استمع الى البرنامج الصباحي الذي يقدمه الإعلامي الرائع الأستاذ عبدالحميد الطراونه (ابورامي) من إذاعة صوت الكرك في جامعة مؤتة ، الذي يحتاج إلى دبلوماسية عالية جدا في التعامل مع قضايا أبناء محافظة الكرك ومحاولة نقل مشاكلهم إلى المسؤولين في الدولة ، ولأن هذا الحمل كبير جدا ومرهق ولا يمكن حله في ظل وجود هجمات مضادة من قبل عائلات الوزراء على الذين ينتقدون ازواجهن أو أبنائهن الذين يحملون الحقائب الوزارية ، هؤلاء الوزراء الذين أقسموا الأيمان على كتاب الله وبحضرة جلالة الملك بأن يؤدوا واجباتهم بأمانة وأخلاص لا أن يجعلوا عجائزهم تدافع عنهم في حال أن قصروا وفشلوا في القيام بواجباتهم .
وحسب المثل العربي القديم (لا يفل الحديد إلا الحديد) ولكون الكرك فقدت رجالها ورجولتها في هذا الزمن ، الكرك التي أرهقت الأنباط والرومان والفرس ، الكرك التي تحررت القدس من خلالها وعلى يد صلاح الدين الأيوبي ، الكرك التي ساهمت في زوال الدولة التركية التي ظلمت واستبدت بعد الخلافة العثمانية من خلال ثورة الهيه ، الكرك التي استقبلت المغفور له بإذن الله الملك عبدالله الأول في عمان وكان لرجالاتها الدور الأكبر و الأبرز في تأسيس الدولة الأردنية ودعم الحكم الهاشمي في الاردن وحمايته إلى هذا الوقت ، ومقارنة مع الدولة التي عمرها مائة عام فإن الكرك عمرها آلاف السنوات ولا زالت تفتقر إلى خدمات المياه ،
وا حسرتاه وا حسرتاه مليون مرة على حال الكرك والكركية ، والله أنني أبكي دما عندما أستمع للإتصالات التي ترد إلى إذاعة صوت الكرك وأجد أن 99،9% منها عبارة عن نقص خدمات كان يجب على الدولة أن تؤمنها للكركية ، فالنقص في خدمات الطرق والكهرباء والبطالة والزراعة والصحة والسياحة مشاكل لا يمكن حلها بمعزل عن الدولة أو حلها من قبل المواطنين ، وإنما تحتاج إلى برامج وخطط طارئة وخطط طويلة المدى تعمل عليها الحكومات من أجل تقديمها أو تحسينها .
ولعل من أبرز المشاكل التي تعاني منها محافظة الكرك الأن هي نقص المياه وانقطاعها بالرغم من أن الكرك بها مصادر مياه متعددة تتوزع على اللجون وعين سارة ومحيّ والغوير والموجب ، كما أن الخط الرئيسي الناقل لمياه الديسي يعبر من خلال أراضي محافظة الكرك .
ويا حسرة الكرك على نوابها وأعيانها وشيوخها ووزرائها ، ويا خسارة على رجال الكرك الذين كانوا أبطال معارك وهامات تعانق السماء و فكاكين للنشب وكاسبين للنوماس وقادة جيوش ووجهاء أفاضل وشيوخ في بلاد الشام ونواب في مجلس المبعوثان ، تغيرت الكرك أحوالها الأن وصار ابناؤها يبحثون عن شربة ماء أو طريق معبد أو مركز صحي وعلبة دواء .
أين أنتن يا النشميات الكركيات، نريد فزعة حفيدات ام الذبيحين علياء الضمور، نريد نخوة صبحا وخضراء وفاطمة وزهراء ومشخص وبندر وصالحه الشمايله.
وبدلن ملابسكن بملابس رجال الكرك واخرجن على الفضاء وردّن على الردّاحات اللواتي يدافعن عن الحكومات.
حسبنا الله ونعم الوكيل أقولها في كل صباح في وجه كل مسؤول كركي صمت عن معانات الكركية، حسبنا الله في كل كركي يرتدي عباءة لا تستر ولا تحقق خدمات للكركية .