جفرا نيوز -
جفرا نيوز - عبدالحافظ الهروط
لم أخرج يوماً من (جِلد المواطن) طوال حياتي الوظيفية والمهنية في دروب الصحافة، وسأظل مواطناً، إن شاء الله.
الثقة مفقودة بالمسؤول منذ عقود، وما تزال، ولا نقاش في هذه المسألة.
الحكومات تحديداً، وبسياساتها العوجاء والهوجاء، ونهجها الثابت في السير في الاتجاه الخاطىء، السبب في هذا، حتى لو صدق المسؤول في مسألة ما، أو رواية في أزمة، لن يصدّقه أحد!.
أما المواطن، فإن روايته وادعاءه مصدّقان، حتى لو كانت تلك الرواية تلفيقاً واتهاماً ، وكان الادعاء كذباً وتجنياً.
ما ينضح به "الفيسبوك" من انحطاط في كثير ما نقرأه ونسمعه، يسير كالهشيم في النار، وعلى مقولتنا الشعبية" خذها يا غراب وطير"، فهل يجوز؟!.
أحسب أنني واحد من ملايين الشعب الاردني والعربي، الساخطين على الساسة والسياسات العربية بحق شعوبهم وبلدانهم، ولكن السؤال: هل نحن الشعوب بلا خطيئة وأخطاء؟.
أُردنياً، يهمني كمواطن أن يكون المواطنون على وعيهم في التعامل مع المسؤول، وأن يظل نقدهم، نقداً حقيقياً، لا تجنياً ولا لتكسّب، وإلا فإننا سنلحق بالمسؤول في أخطائه وخطاياه، وسنفقد الثقة في ما بيننا، وبالتالي نكون كساع الى الهيجاء دون سلاح، وأكثر من هذا، كغثاء السيل.
وعلى سبيل المثال، وصلني عبر أحد " الجروبات" التي أنضّمُ اليها، كلام مسنود الى مسؤول في الدولة، سبق وأن هاجمته هجوماً عنيفاً وفي مرات ومرات، ورغم قسوة الكلام ، فلم أتلق رداً واحداً، أو شكوى واحدة تدينني.
الكلام (المعنون) بإسم هذا المسؤول ومنذ قرأت سطوره الأولى، ساورني الشك بأنه كلام غير دقيق، لا في معلوماته، ولا يمكن أن يصدر عن مسؤول على رأس مسؤوليته، وعند مغادرته المسؤولية، الى جانب ما احتواه الكلام من أخطاء قواعدية، أو إملائية.
مع ذلك، لم يرتح لي بال لهذا الكلام، لأنه كلام يهم الوطن والمواطن، معاً، اذ قفز الى الذهن سؤال : لماذا يبق هذا المسؤول في موقعه، وقد أشهر قلمه واستل سيفه؟!.
تواصلت مع هذا المسؤول على الفور، فطمأنني أن الكلام ليس له، و"المكتوب من عنوانه" وأن "قلة الرد رد".
بإمكان هذا المسؤول أن يرفع دعوى على كل من شهّر به وساعد في نشر هذا الكلام دون أن يتأكد من دقته.
ما هو أهم من هذا، سواء عدم الرد أو عدم رفع دعوى، أن يتلقف المواطن أي معلومة أو قول ويقوم بتداوله ونشره، وليس له حقيقة، فيفقد المواطن به ثقة المواطن، وعندها يتساوى مع المسؤول في فقدان الثقة، ويكون الوطن الخاسر الأكبر.