مشكلتي اني موظفة متميزة

تحية طيبة لكلِّ قائم على هذا الصرح العظيم.

وبعد، تتلخَّص مشكلتي في أنَّني أريد أن أحقِّق لنفسي إنجازًا وظيفيًّا ولا أعرف إلى أين أتَّجه، فأنا قد حصلت على شهادة برمجة الحاسب الآلي منذ فترة طويلة (13) سنة، وبعدها لم ألتحق بأيَّة وظيفة، ولم أستمرَّ في التحصيل العلمي؛ وذلك بسبب المسؤوليات الزوجية، والآن بدأتُ أبحث عن كيفية تطوير نفسي؛ فأخذت دورة (إدخال بيانات ومعالجة نصوص)، ودورة (خدمة عملاء)، ودورة (كيفية حل المشكلات واتخاذ القرارات) هذا الشهر.

راودتني فكرة أخْذ شهادة جامعية، لكنني لم أحبِّذها؛ لأنني لا أستطيع المذاكرة والحفظ؛ فأنا الآن عمري 39 سنة، وهذا صعب من حيث حفظُ المعلومات وتذكُّرها؛ لذلك اتَّجهت إلى أخذ الدورات، فهي تساعد كثيرًا في نضج الفرد وتحسين مهاراته، ولكنني لا أعرف الاتِّجاه الصحيح المناسب لشهاداتي والمناسب لعمري أيضًا، أو بمعنًى آخر: ما الخطوة التالية؟

أشكركم من صميم قلبي، وعذرًا على الإطالة.

الجواب:

أختي العزيزة، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

يقول الشاعر:

 

كُلٌّ لَهُ غَرَضٌ يَسْعَى لِيُدْرِكَهُ 

وَالحُرُّ يَجْعَلُ إِدْرَاكَ العُلاَ غَرَضَا 

 

فبارَك الله فيكِ وفي طموحكِ وعلوِّ همتكِ، سائلة المولى العلي القدير أن يكتب لكِ التوفيق والسداد والنجاح، وأن يوفِّقك إلى ما فيه خير وصلاح ونفع لكِ ولأسرتكِ، ومجتمعكِ ووطنكِ، والإسلام والمسلمين، آمين.

 

الخطوة التالية هي كتابة السيرة الذاتية Curriculum Vitae، وللسيرة الذاتية فن وخطوات يمكنكِ التعرُّف عليها بسهولةٍ من خلال البحث عبر الإنترنت، فقط اكتبي كلمة "السيرة الذاتية" في محرِّك البحث Google لتحصلي على النتائج التي ترغبين في معرفتها حول هذا الموضوع.

 

بعد كتابة السيرة الذاتية توجَّهي مباشرةً إلى المؤسَّسات ومراكز الأبحاث والبنوك والمستشفيات وغيرها من مجالات العمل؛ لتطبيق ما درستِه في هذه الدورات التي حصلتِ عليها، والتي تؤهِّلكِ غالبًا للعمل في المسميات الوظيفية التالية:

• مدخلة بيانات.

• سكرتيرة.

• موظفة خدمة عملاء.

• موظفة علاقات عامة.

• موظفة استقبال.

 

أمَّا الدراسة الجامعية فيمكنكِ الالتحاق بها انتسابًا؛ إذ لا عمر يمكن التوقُّف عنده في طلب العلم، وجامعاتنا - ولله الحمد - تقبل الطلاب والطالبات من مختلف الأعمار للدراسة انتظامًا وانتسابًا، والأمر عائد إليكِ، إن شئتِ أكملتِ دراستكِ، أو شئتِ اكتفيتِ بالعمل كوسيلةٍ لتحقيق الذات.

 

ختامًا: يقول الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي: "إن من النساء في مقابلة أشعة النفوس معاني؛ فمعنى كحائط، ومعنى كمرآة، وواحدة تمسخ ظلاًّ طامسًا، أراني فيها تحت الشعاع كأني ظل ممدود على التراب، والأخرى تبرق وتتلألأ، وأراني فيها سويًّا كاملاً كأنما خلقت في ضوئها".

 

وكم أرجو أن تكوني أنتِ في عين زوجكِ وعين مَن ترى عينكِ تلك المرأة المتلألئة.

 

دمتِ بألف خيرٍ، ولا تنسَيني من صالح دعائكِ.