جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - داود كُتًاب
من البديهي أن السياحة تعد المخزون الأهم في الاردن ولكننا للأسف نتجاهل بعض اسهل الطرق للوصول الى من يستطيع ان يلعب دوراً هاما في جذب السياحة وبأعداد كبيرة للأردن.
هناك على الأقل ثلاث فئات لها جذور قوية في الأردن ولكن الحكومة ووزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة لا تهتم بما فيه الكفاية للاستفادة من العلاقات الموجودة في متناول اليد في الاردن.
الفئة الأولى والتي لا يبدي احد اهتمام بها هم الاقباط. يوجد في مصر أكثر من عشر ملايين قبطي كما يوجد بين العاملين في الأردن من الوافدين المصريين حوالي 200 ألف مصري قبطي اضافة الى وجود كنيسة قبطية ورعاة أقباط والعديد من الاقباط المتزوجين اردنيات. المعروف عن الاقباط وبالذات أقباط الصعيد أنهم ملتزمون بالامور الدينيه يتشوقون لزيارة الأراضي المقدسة. كما هو معروف ايضا فان غالبية الأقباط تمتنع طوعاً عن زيارة القدس والأراضي المحتلة بسبب الاحتلال والاهم استجابة لبابا الاقباط والذي دعاهم لمقاطعة اسرائيل بسبب موقفها المتحيز مع الكنيسة الاثيوبية حيث تم تحويل دير السلطان في مجمع كنيسة القيامة للأحباش عام 1970 وترفض إسرائيل الوثائق الدامغة بحق الأقباط.
ورغم ضرورة دعم الموقف القبطي من أملاكهم إلا أنه ولغاية انتهاء المشكلة هناك فرصة ذهبية لجذب الحجاج المصريين الاقباط للأردن حيث موقع المغطس المقدس لهم وكنيسة نيبو المطلة على فلسطين فسيفساء كنيسة مادبا وغيرها من الآثار المسيحية والمواقع المذكورة في الكتاب المقدس. الأمر يتطلب تعاون مع الكنيسة ومع بعض النشطاء و مع المطارنة في مصر ويمكن أن يصل عشرات بل مئات الالاف من الاقباط في زيارة حج للأردن.
هناك من يقول ان المصريين لا يصرفوا ما فيه الكفاية ولا يقيموا في فنادق الخمس نجوم وهذه حجة سخيفة لا تستحق الرد فالحجاج بشكل عام لهم دخل محدود ومنهم الكثيرون لهم الاستعداد لتوفير كل اموالهم لزيارة حج مرة في الحياة للأراضي المقدسة. المطلوب توفير مساكن في فنادق 3 او 4 نجوم ودعم الفنادق وحتى الاقامة في المساكن في المدن الأردنية مثل مادبا والفحيص.
أما الفئة الثانية فهي المقدسيون علما ان عدد سكان القدس يزيد عن 350 ألف ولا يوجد أي عائلة في القدس دون أن يكون لها أقرباء في الأردن ولكن عدد القادمين من القدس لأجل السياحة الداخلية ضئيل حيث يستطيع المقدسي (عكس باقي سكان الأراضي المحتلة) السفر عبر مطار اللد تركيا وشرم الشيخ وغيرها باسعار منافسة. ورغم أنه من الممكن إقناع المقدسيين من خلال أقاربهم ومن خلال العلاقة القوية الاردنية الفلسطينية إلا أن هناك عقبات إدارية وبيروقراطية تحد من القدوم بسبب رسوم السفر والتي يمكن التغلب عليها لو كان هناك نية صادقة لحل الاشكال. كما من الممكن بقرار إداري السماح للمقدسيين القدوم للأردن بسياراتهم الأمر المتوفر لسكان ال 48 ولكنه ممنوع للمقدسيين أصحاب السيارات ذات أرقام اسرائيلية صفراء مثل تلك لسكان الناصرة وام الفحم وغيرها. فلماذا تضيع الاردن ملايين الدنانير من دخل السياحة الداخلية فقط إذا ما تم اجراءات ادارية غير مضرة للأردن ولا للموضوع الوصاية الهاشمية وممكن أن يتم ذلك بالتنسيق مع وزير القدس في السلطة الفلسطينية.
والفئة الثالثة التي من الممكن ان تدر دخل سياحي كبير للأردن هو السياحة المسيحية حيث كما أسلفنا هناك العديد من الاماكن الاثرية في الاردن تعود لفترة المسيح وبداية المسيحية في الشرق. الديوان والحكومة مهتمين بالمغطس وهذا طبيعي ولكن هناك عشرات بل حوالي مئة موقع أثري في الأردن له ذكر مباشر في الكتاب المقدس. ومن الممكن على سبيل المثال أن يتم الاستفادة من توفر المال لدى القطاع الخاص والذي يشمل العديد من رجال وسيدات أعمال أردنيين مسيحيين الذين على استعداد لتطوير تلك المواقع من مالهم الخاص مقابلة إشارة رعاية لشركاتهم.
من ناحية اخرى ورغم الاهتمام الكبير لتحسين الحج المسيحي للاردن الا ان التركيز على المؤمنين من الطوائف التاريخية مثل الارثوذكس والكاثوليك مهم الا ان لا يوجد هناك استراتيجية للتعامل وجذب السياحة المسيحية من أتباع الكنائس البروتستانتية رغم انها مهمة وقوية في دول أوروبا والأمريكتين واستراليا وهناك كنائس وقادة مسيحيون مقربون من تلك الكنائس البروتستانتية إلا أنه نادر ما يتم الاستفادة من هؤلاء القادة للمساعدة في جذب السياحة المسيحية من طوائفهم.
ان الاردن بلد غني في الاماكن السياحية ولكنه لا يزال ضعيف في العمل على جذب السياح بأعداد مجدية رغم ان هناك طاقات في الأردن ممن قد تلعب دورا مهما في المساعدة على جذب تلك السياحة لو يستطيع أصحاب القرار عن التفكير خارج الصندوق.