جفرا نيوز -
جفرا نيوز
د. ابراهيم العابد العبادي
تنويه وليس تمويه... نثرية تصف مقارنة تنبع من خيال وفكر الكاتب،
وان كان هناك اي تشابه مع الواقع فهو من محض الصدمة، مع خالص المحبة
والتقدير لكل ابناء ومناطق بلادنا الغناء على امتداد رقعة الوطن.
أروي لكم قصة حدثت بقعر المدينة عمون.... كان الوقت مساءً والحال سكون
جلست وصديق بمطعم شعبي بالعشاء راغبون...وبجوارنا تواجد ثلاث شبان يافعون
ولفت انتباهي حديثهم وما يحمل من شجون...وقد كانوا غاضبون ممتعضون مقهورون
لواقع حالتهم متشائمون وللبطالة رافضون..... متبادلون للحديث بتأفف لقلة ما يملكون
وكيف احلامهم باتت سراب بقّيعون.....بالغفلة تسرقهم الأيام والليالي وتخطفهم المنون
واستمر النقاش بينهم بين فكر وظنون..... لا تكاد ان تجزم بحالهم يبكون ام يضحكون
فقارن احدهم بين قريتهم المحرومة وأحياء عبدون ...فجال خيالي هائماً بالفلك المشحون
وتخيلت نفسي أُحدثهم أُناقشهم بخبرة السنون...... فقلت لهم: والقول على ورق مكنون
دعكم من سكان غرب عمان أو عبدون....فناسها وسكانها بحالهم هائمون أمنون وادعون
لا يجدون بحِيهم خُبز تّنور او طابون.........ومن شدة الجوع بالبسكوت والكوكيز لاهون
فمالكم ومالهم وما من الخيرات يمتلكون........فالعاطي مُقدر الارزاق سخر لهم مانحون
الا يكفي انهم بجسر الانتحارات مبتلون...........وهّم له بالأصل كانوا ماقتون كارهون
ان كان لا بد من غيرة وحسد وضيق عيون..... فعليكم بالجنوب مثلاً قرية أم صيحون
أظن كثيراً منكم بها غير أبهون أو عارفون...فأنهارها وضفافها واشجارها أسرةٌّ للعيون!!
فلا غُبار او رمال تعصف بسكانها بالكهوف قاطنون...وهم للبنية التحتية والتنظيم فاقدون
ان كان بالأردن مواقع ظلم ومظلومون ......فخطيتهم برقاب مسؤولون سارقون مارقون
يحرفون الحق وعن الدرب يحيدون.. فدعهم عن الرشد عازفون وفي طغيانهم يعمهون
سيأتي يوماً عند الله تجتمع الخصوم...عند الله تجتمع الخصوم...عند الله تجتمع الخصوم
النسخة الكاملة
