النسخة الكاملة

قمة أردنية مصرية إماراتية بالقاهرة... مباحثات متواصلة

الخميس-2022-04-26 02:35 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتبت - د. دانييلا القرعان

تكتسب القمة الثلاثية التي جمعت جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم وولي عهده الأمير سمو الحسين بن عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي والتي عقدت في القاهرة أهمية ليس فقط من حجم وثقل وأهمية الدول الثلاث المشاركة، بل لكونها تعد أول قمة من نوعها تعقد على هذا المستوى بعد التوترات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية.

وتكتسب هذه القمة الثلاثية أهمية أخرى إذ عقدت بعد ثلاثة أيام من الاجتماع الطارئ للجنة الوزارية العربية لمواجهة السياسات الإسرائيلية غير القانونية في القدس والذي استضافتها الأردن وضمت اللجنة التي يترأسها الأردن تونس بصفتها رئيس القمة العربية الحالية والجزائر والمغرب والسعودية وفلسطين وقطر ومصر والإمارات بصفتها العضو العربي في مجلس الامن.

وكذلك تعد تلك القمة هي الثانية من نوعها التي تجمع قادة الدول الثلاث خلال شهر، بعد القمة التي جمعتهم في مدينة العقبة الأردنية 25 مارس/ آذار الماضي، وحضرها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك عبد الله الثاني والرئيس السيسي والدكتور مصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق.

وأيضا تأتي تلك القمة بعد أسبوع من مباحثات هاتفية جمعت بين جلالة الملك وكلا من الرئيس المصري وولي عهد أبو ظبي كلا على حدة. وفي 18 أبريل/ نيسان الجاري، تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اتصالاً هاتفياً من جلالته تناول العلاقات الأخوية وسبل دعمها وتوسيع آفاقها في مختلف المجالات بما يعود بالخير والنماء على البلدين وشعبيهما الشقيقين، إضافة إلى المستجدات في المنطقة وعددٍ من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

قمة إماراتية مصرية أردنية بالقاهرة، يتصدر أجندتها تعزيز العلاقات بين البلاد العربية ومواجهة التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى واستعادة التهدئة الشاملة. ويتصدر أجندة القمة أيضا إضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية، الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بعد تصاعد التوترات في القدس جراء الاقتحامات الإسرائيلية للأقصى، وصدور دعوات لأداء طقوس يهودية وذبح القرابين فيه، إضافة لتوتر الأوضاع في قطاع غزة. ويجمع الدول الثلاث تصدر القضية الفلسطينية أجندة سياساتهم الخارجية، وسط توافق في وجهات النظر بينهم بأن السلام الشامل والدائم والعادل هو السبيل الوحيد لحل تلك الأزمة. واعتبر القادة أن التحديات والأزمات الحالية، بطبيعتها المعقدة وتداعياتها العابرة للحدود، تتطلب تنسيق الجهود وتعزيز العمل العربي المشترك، وتفعيل التعاون الإقليمي خصوصاً في أزمات الأمن الغذائي والطاقة، وأكدوا أهمية مواصلة التنسيق والتشاور إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يحقق مصالح البلدان الثلاثة ويخدم القضايا العربية.

وتناول القادة الثلاث آخر المستجدات العالمية والإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إذ صرحوا أن بلدانهم لن تدخر جهداً في العمل من أجل استعادة التهدئة في القدس، ووقف التصعيد بأشكاله كافة من أجل تمكين المصلين من أداء شعائرهم الدينية بدون معيقات أو مضايقات، وأهمية احترام دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، وأهمية دعم صمود الأشقاء الفلسطينيين وتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من القيام بدورها لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته. وتناولوا ضرورة وقف إسرائيل كل الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام، وأهمية إيجاد أفق سياسي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي.

دان جلالة الملك الانتهاكات الإسرائيلية بما فيها اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك والاعتداءات على المصلين، وتقييد وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة في القدس وتقليص أعداد المحتفلين في سبت النور. وأكد جلالته ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف، معبراً عن رفضه لأي محاولات للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، وأوضح جلالته أهمية استمرار الجهد الدبلوماسي لمعالجة جذور التوتر والصراع الذي سيبقى يهدد المنطقة، ما لم يتم استئناف عملية السلام والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وبين جلالته أن الأزمات العالمية على خطورتها، ينبغي ألا تصرف الاهتمام عن القضية الفلسطينية، مؤكداً الحاجة إلى تحرك المجتمع الدولي لوقف الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية وضمان عدم تكرارها، حماية للقانون الدولي ولمنع تفاقم موجة العنف أو تجددها مستقبلاً.