جفرا نيوز - كتبت - حنين البيطار
إن ضرورة الوقوف أمام وجهات النظر المختلفة " أهلية وحكومية " موضوع لا جدال فيه على مساحة الوطن الأردني ، ولاحقاً سأتقدم ببعض الأقتراحات ، بدءاً من لجنة التحديث السياسي الى قانوني الانتخاب والاحزاب ، وحل مجلس النواب والدعوة لانتخابات جديدة وحديث التراجع عن أسعار الكهرباء في مطلع نيسان أبريل القادم ، وهذه تشكل عملية أنقاذ للذين لم يعلقوا بعد في أخطبوط تجار الكلام والأنتقادات .
أضيف اليوم أساساً جديداً هو سلسلة الإجراءات الملكية التي أعلنها سيد البلاد مؤخراً لمسنا معها الهدوء ، ورأينا المستوى الأجتماعي اللائق ، أو بداياته ، تمثلت بفرش مساجد المملكة بالسجاد وعلى رأسها قبة الصخرة المشرفة ، والمسجد الأقصى المبارك ، وتخصيص ( 30 ) مليوناً لطلبتنا في الجامعات كقروض ، وزيارة معان وزيارتي مادبا والرويشد ، الذي أزال كل التذرعات التي ممكن أن " يتوسدها " البعض ورسالة أعتذار الأمير حمزة ، إضافة الى تثبيت أسعار المحروقات بسعرها الحالي بعد أن وصل سعر البرميل الى ١٣٠ دولار، وكذلك تأجيل قروض البنوك خلال شهر رمضان المبارك في نيسان القادم .
سلسلة من المفاجآت حدثت في الأسبوعين الماضيين ، بينما كنا نراقب نشرات الأحوال الجوية قبل حلول فصل الربيع لعل أبرزها هروب النصاب من مجلس النواب ، وغضب الشيخ أبو فيصل رئيس مجلس النواب ، وتناثر أوراق جدول الأعمال من على منصة البرلمان تمزيقاً ، وأقرار قانون الاحزاب والسير بقانون الأنتخاب ، وبين هذا وذاك كانت " القنبلة الرفاعية " التي أعلنها دولة العين سمير الرفاعي رئيس لجنة التحديث المنتهية أعمالها .
المفاجأة كانت في صالة " مركز راصد " التي أستبعد فيها حل مجلس النواب ، وأن الحل لا ينسجم مع توجيهات المرحلة وأكثر من ذلك فإن الحديث عن التمديد لمجلس النواب قد يكون وارداً .
السؤال الكبير يتعلق بالذي يعلن عن هذه المفاجأة لماذا العين سمير الرفاعي ، ولماذا لم يعلنهُ الديوان الهاشمي العامر أو الحكومة ، أو رئيس مجلس النواب ، ولقد تعودنا على المحافظة على أصالة وأخلاقيات مبعثها التوكيد على صدق مسؤوليتنا الوطنية ، ومتانة إيماننا بهذه المسؤوليات .
"أمري الى الله " وغايتي تريد السمو لهذا الوطن ، وتبغي الخير له ، وأقول أن العين سمير الرفاعي ، يكاد يكون الأقرب الى سيد البلاد ، عند إعلانه دون غيره عن تلك المفاجأة ، وأنا هنا لا أنتصر للأول عن الثاني المتمثل بالحكومة ، لكن خبرة الرفاعي في لجنة التحديث أصبح أهلاً لأن يعالج هذا الموضوع الدقيق ، مع أنني تمنيت أن يكون هذا الاعلان من حصن من حصون الأخلاق والفضيلة " الديوان الملكي " الذي يتلاقى أمام محرابه كل الفرقاء ، وعندها تنطفئ كل التكهنات والتوقعات ، لان الذي أُعلن يكاد يكون الأهم في استمرار مسيرة الخير التي يقودها سيدنا في هذه الأيام وما قبلها .
نشكر الرفاعي على جرأته ، والمطلوب من غالبية المسؤولين أن يعلنوا ما لديهم حتى ينطلق وطننا من جديد ، لكي نزرع المحبة والخصب والغلال في ربوع وطننا الحبيب الغالي .
ومطلوب من القوى الخيرة أن تضع حداً وأن تبني الوطن ، وأن تشترك في حمل المهمات الملقاة على عاتقها ، لان الوطن يمر بمرحلة دقيقة من تاريخه ، فلا بد لها إلا أن تخرج من صمتها .