النسخة الكاملة

داودية يكتب عن الأمن .. السند و كبار البلد !!

الخميس-2022-03-06 06:16 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - محمد داودية 

  يوم الخميس الماضي، قدم نشميان من رجال الأمن العام، الرائد حضرم الفايز، والنقيب محمد عبد المجيد الطراونة، تضحيةً تطوعية ترقى إلى مراتب التضحيات الوطنية السخية الكبيرة.  

قدم البطلان حضرم ومحمد تضحيةً، خلال عاصفة الطريق الصحراوي الهائلة، كادت أن تلقي بهما  إلى التهلكة أو العمى أو العجز، كأنْ تدعسهما شاحنةٌ، تنعدم الرؤية أمام سائقها، بسبب كثافة الغبار الدامسة، التي لا يتكرر وقوعها بالكثافة التي شاهدناها. لم يطلب أحدٌ من الرائد حضرم ومن النقيب محمد، أن يتدعما الموت، لم يطلب منهما ذلك مدير الأمن العام حسين باشا الحواتمة، الذي لا يقبل لهما ولكل ابنائه منتسبي الأمن العام، إلا اتخاذ أقصى درجات التحوط والسلامة. ولم يطلب ذلك قائدهما المباشر، فما الذي دفع هذين النشميين الشهمين لحمل روحهيهما على كفيهما، والمبادهة والإقدام الجسور على ما اجترحا ؟!  
يفتدي الأبطال والأحرار والشهداء، ابناءُ شعوب العالم كافة، البلادَ التي تستحق التضحيات الجسام، والتي تستحق أن يجودوا بأرواحهم من أجلها، ولو لم يستحق هذا الوطن العربي العظيم، التضحية، لما قدمها حضرم و محمد.  

هؤلاء هم أبناء الأمن العام، وأبناء الأردن، الذين نعتز بهم ويبرهنون في كل لحظة أنهم على الموعد ولعيني الوطن.  
هؤلاء هم سر الأردن وشيفرته المتجددة، التي تؤشر على صلابة بلادنا الهائلة. 
هؤلاء من يتكاملون مع كل حملة شعار الجندية العالي الغالي، ويشكلون لوطنهم درعَه الفولاذي، وحسامَه الجبار البتار.   
نعم، هؤلاء هم النشامى الذين يحملون الأردن في عيونهم وقلوبهم وسواعدهم، بنكران ذات مدهش، وبإيثار خلاب، وبسخاء مفرط، لا ينتظرون "جزيّة و لا عطيّة"، رغم انهم اجترحوا ما اجترحوا، بوازع من ضمائرهم الوطنية الصافية، ومناقب أهلهم ووطنهم الراقية.   

هؤلاء هم من شتمتهم ذات مظاهرة، فتاةٌ خرقاء رعناء، لم تقرأ كتاب الأردن الجميل، ولم تعرف أسماء شهدائه العظام، من حملة الشعار في كل معارك العرب، في فلسطين والهضبة السورية وفي معركة الكرامة الأسطورية، فكظموا غيظهم على المساس بكراماتهم وكان رد فعلهم، تحمل الأذى والصبر على السفهاء، والازدراء.    

هؤلاء العضد والسند وكبار البلد !!