جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب ذوقان عبيدات
في حوار على موقع وطنا اليوم الإخباري، أشار الزعيم الكبير لأكبر حزب إلى سوء الجاهلية:
قال أحدهم: في الجاهلية كان عندهم مروءة.
قلت: وكان عندنا في الجاهلية عقلية نقدية مكنتنا من فهم الإسلام. في الجاهلية كان لدينا ثقافة وفاء.
قال أحدهم: أي والله، كان وفاء حقيقياً.
تدخل الزعيم الكبير موجهاً كلامه لي، وليس لمن أثاروا الموضوع أو شاركوا فيه، وخاطبني قائلاً:
"يبدو دكتور "بتحن" لأيام الجاهلية، لأيام أبو لهب وأبو جهل!!
وكان جوابي:
بصراحة نعم! أحن.
حيث الوفاء والحماسة لنصرة الرسول، والعقلية النقدية التي وقفت مع الرسول. والاستجابة الواعية لنشر الدين.
تحدث أحدهم عن الحلاج ، فأجبت:
" الحلاج لم يقتل في الجاهلية"
أجابني الزعيم الكبير:
حدد كلامك، موقفك.
الجاهلية قبل الرسول. أنت مع الجاهلية، أم مع الإسلام؟
وكان جوابي:
الإسلام طبعاً..
الجاهلية التي قال عنها الرسول: " أتيت لأتمم مكارم الأخلاق."
هل تستدرجني لمسربكم لتعلن أنني..... هذه أساليب مكشوفة.
انتهى الحوار.. ولم يجب.
عودة إلى الجاهلية. والتي أسميها كما قال مؤرخون وباحثون مرحلة ما قبل الإسلام، والتي تميزت بالأخلاق والفضائل. والعبادات واحترام الصدق. بل كان سيدنا محمد محترماً لدى " الجاهلية" بسبب صدقه، فكان الصدق قيمة "جاهلية" . فمحمد – قبل البعثة- هو الصادق الأمين، المحبوب من الجميع الذين كلفوه برفع الحجر الأسود... والذي كلفته خديجة برعاية تجارتها.
جاهلية حلف الفضول: الذي تعاهد فيه الجاهليون على نصرة المظلوم على الظالم في أرقى درجات المواطنة يا سيادة الزعيم!
احترام الغريب، وإعادة الحقوق إلى أصحابها! الحلف الذي افتخر به الرسول.
جاهلية الحج والطواف والصلاة – وفق المفاهيم المعرفية السائدة لديهم.
جاهلية الشعر الراقي: فكراً و فناً وفلسفةً.
جاهلية لم يقتل فيها مفكر! جاهلية أنتجت عظاماً مثل عمر بن الخطاب، وأبو بكر الصديق وعثمان بن عفان وجعلتهم أكثر الناس قرباً إلى الرسول..
إذن! في الجاهلية حقوق إنسان ومواطنة وعدل وكرم.
وكسائر الأمم كانت لديهم قيم سلبية، فلماذا لا نعيد قراءة التاريخ؟!
الإسلام – أخي – نور بذاته لا يحتاج إلى مهاجمة ما قبله كي يبرر فضله.
وباختصار، نزل الوحي عند أمة نضجت لتكون قادرة على فهم الرسالة ونشرها ! ولولا النضج العقلي عند العرب لما قدروا على حمل رسالة النور!!