جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب: بلال حسن التل
قلت في مقال سابق أن بعض الذين يقفون وراء عصابات تهريب المخدرات إلى الأردن ويساندوهم يرفعون شعارات الإسلام ونصرة المسلمين ،وقلت أن هؤلاء يخلطون عملاً صالحاً بآخر خبيث، كالزانية التي ترتكب الكبيرة للتصدق, وقد فات هؤلاء أن الله طيب لا يقبل إلا طيباً, وهؤلاء الذين أخطئوا الوسيلة, أخطئوا كذلك الهدف فالذين يزعمون أنهم أنصار الله الساعون إلى نصرة دينهم، فاتهم أنهم باستهدافهم للأردن أنما يستهدفون ارض آل البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين انعقدت أصرة الحب بينهم وبين الأردنيين منذ معركة مؤتة، يوم احتضن تراب الأردن أشبه الناس برسول الله جعفر بن أبي طالب، أو جعفر الطيار كما يعرف بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم وألوانهم وأجناسهم ،وعلى امتداد خمسة عشر قرناً ظل الأردنيون حراسّ مقام ابن عم رسول الله وظلوا الأوفياء لآل البيت والحميمة الأردنية تشهد كيف احتضنت الجغرافيا الأردنية آل البيت في مساعيهم لاستراد حقوقهم, مثلما تشهد الأراضي الأردنية في أذرح كيف تم التحكيم بين الأمام علي بن أبي طالب وخصومه.
وعلى امتداد تاريخ الإسلام حتى يوم الناس هذا ،ظل الأردن عريناً لآل البيت وظل الأردنيون الفئة التي ينحاز إليها آل البيت ،وظل نشيد الجيش الاردني ومازال دعوة الحق لدينا... نفحة هلا علينا
ارسل الله إلينا... سيد الكون محمد
انما الإسلام قوة... وجهاد وفتوة
وصفاء واخوة...واقتداءبمحمد
لاتحيدوا عن هداه...ولاتدينوا لسواه
واستظلوا بحماه...وانهجوا نهج محمد
حطموا ظلم الاعادي... هاهو الاقصى ينادي
واهتفوا في كل وادي...اننا جند محمد
لذلك فإن التحشيد ضد الأردن واستهدافه هو استهداف لآل البيت وأنصارهم ،وهو عمل لا يُقدم عليه محب لآل البيت ،فكيف إذا أضفنا إلى ذلك أن تراب الأردن يضم بين جنباته خمسة وعشرون ألف شهيد من صحابة رسول الله في مقدمتهم أمين الأمة "أبو عبيده عامر بن الجراح"، وقاضي رسول الله معاذ بن جبل وابنه، وشرحبيل بن حسنة وغيرهم كثير، وعلى تراب الأردن حدثت المعارك الفاصلة في تاريخ الأمة وأولها اليرموك، كما أن أرض الأردن كانت مخيم جيش التحرير في معركة حطين، وعن الاردن قال رسول الله عليه السلام "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود أنت شرقي الأردن وهم غربيه" فالأردن هو أرض الحشد والرباط ،التي يخرج منها قاتل الدجال، ومنها يحشر الناس يوم البعث العظيم، وهي الأرض المباركة التي يقدم أهلها النموذج الحقيقي للإسلام, الدين الذي لا يقبل إلا طيباً ولا يتصف إلا بالعدل واللين، فأين من ذلك كله ما تفعله عصابات التهريب، ومن يساندهم، وما يساندها إلا عدو يريد أن ينشر الخراب والرجس في الأرض التي باركها الله خاب فألهم.
Bilal.tall@yahoo.com