هكذا هم أبناء الوطن ورجالاته الحقيقين، يموتون بصمت ويغيبون دون وداع، يغيبون عن العين لكنهم سيبقون يسكنون العقول والقلوب، فيُنزلهم الشعب منازلهم كأيقونات خالدة وكمنارات تُنير درب الآخرين، في هذا الوطن تترسخ نظرية الأسرة الكبيرة والجسد الواحد الذي يبكي ويسهر ويتألم لأي مصاب يوجع أي جزء في الجسد الشامخ من أقصى الشمال حتى جنوبه ومن غربه لشرقه، فنحن جميعاً أبناء الوطن نحلم بالخير للجميع والفرح للجميع والأمان للجميع.
ارتقى محمد عايش شهيداً للواجب الصعب في يوم صعب، ارتقى كجميع شهداء الوطن الذين لا نزكيهم على الله، ارتقى وغاب الجسد وبقيت الروح تحفزنا على أن نُخلد ذكره، لذا فليكن حيث ارتقي الشارع باسمه ولتهب الجمعيات والاحزاب والحكومة لمسح الدموع من مُقل الأهل، وتكون لهم سندا كما كان محمد عايش والنقيب محمد خضيرات والوكيل محمد المشاقبة ومن سبقوهم ومن سيلحق بهم، لتكون رسالتنا واضحة جلية بأننا وطن له روح وجسد ويد طولى وشعب يُخلد أبطاله.