جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .
...............
كانت والدتي الله يحفظها ويسلمها والتي تبلغ من العمر تسعة عقود تتابع مسلسل باب الحارة ، وبنفس الوقت أيضا كانت تتابع تصريحات الدكتور خالد طوقان عن مسلسل الكعكة الصفراء .
جلست بجانبها وسألتها عن سر تحول متابعتها عن هذه المسلسلات الى مسلسلات أخرى مثل الدراما الهندية والتركية والتي دائما تحتوي على الخيال والمستحيل في سردها ؟
فقالت لي: يا ولدي أنا بلغت من العمر 90 عام وقرفنا هاي المسلسلات السورية والأردنية وملينا منها ، ثم تابعت وقالت لي : مع انني شاهدتها أكثر من مرة وحفظتها عن غيب ، ولكن هذا نحن عايشين ، وما بقي لنا من العمر إلا القليل القليل ، ورح يخلص عمرنا ومسلسل باب الحارة ومسلسل الكعكة الصفراء ما بيخلصوا .
ولأزيد من الشعر بيت ، أذكر أنني عندما كنت في جهاز الأمن العام وتحديدا في عام عام 2014 وأثناء دراستي الماجستير في كلية الدفاع الوطني ، كان هناك محاضرات من بعض من مسؤولين الدولة العاملين آنذاك ، حيث كان من بينهم الدكتور خالد طوقان رئيس هيئة الطاقة النووية والذي ما زال منذ ذلك الوقت في موقعه وعلى رأس عمله ، كانت محاضرتة عن الطاقة النووية والكعكة الصفراء المستخلصة من اليورانيوم ، وكان كعادته نرفوزا وحادا مع منتقديه ، ولا يتقبل الرأي الأخر حيث كان يشعر المستمعين له بأنه هو الوحيد في الأردن العالم النووي وهو الوحيد القادر عن إنتاج الطاقة النووية وهو الوحيد الفهمان في انتاجها ، واما من يحاول أن يناقشه أو يجادله مخالفا لرأية ، فهؤلاء هم الأغبياء والجهلة أو المتحجرين الذي لا يفهمون .
اذكر في تلك المحاضرة أن الدكتور خالد قال أن الهيئة قد اكتشفت في الأردن مادة اليورانيوم والتي من خلالها سوف نتمكن من عمل مفاعلات نووية سلمية تنتج الطاقة وتصدرها ونسد العجز المالي والإقتصادي ، كما قال ان الكميات التي تم العثور عليها بالأردن كانت كميات تجارية و قابلة للبيع كمنتج خام ، ولكنه فضل وأوصى باستغلالها لكي نصل إلى إنتاج الطاقة من المفاعلات في عام 2017 .
وها نحن في في عام 2022 ولا زال الدكتور طوقان يتكلم بنفس النهج والأسلوب ، ولكنه عدل قليلا وأضاف مثلما أضاف مخرج مسلسل باب الحارة بعض السكيتشات الفكاهية على مسلسله ، فهو الآن يتحدث عن إلغاء إنتاج الطاقة الكهربائية من المفاعلات النووية وتحويلها إلى مختبرات علمية وبحثية في الأردن لا تقدر قيمتها ماليا ، وقد شعر المواطن الأردني بوجود بعض المصطلحات الغريبة داخل مسلسل الكعكة الصفراء ، مثل السينكترون والبلاء كترون والبين طاسنا كترون ، والصيب كترون والفالج كترون والطزكترون .
مسلسل الكعكة الصفراء لا زال موجودا كما هو مسلسل باب الحارة منذ عشرات الأعوام ، ولكن متابعينه الآن من عمر والدتي وجدتي ، ومع أن الدولة تخصص اموالا بالملايين لكاتب سيناريوا مسلسل الكعكة الصفراء ، وتدفع رواتب عالية للممثلين والمصورين والكمبارس وللمواقع التصويرية واللوجستية لتحسن صورة إنتاجه ، وكما أنها أيضا ترصد سنويا مبالغ بالملايين من الموازنة لعمل أجزاء متلاحقة من هذا المسلسل وبإضافة بعض الوجوة الجديدة من الممثلين الذي يرتبطون با المخرج والمنتج بصلات قربى او صداقة حميمة ، ولكن ومع ذلك لا زال كاتب ومؤلف هذا المسلسل ومخرجة هو الوحيد الباقي منذ عشرات السنين ، وهو الوحيد الذي يتفاعل راتبه مع التضخم وارتفاع الأسعار ، بعكس باقي الممثلين والمصورين الذين لا زالوا في مواقع تصوير المسلسل ولا زالوا يتقاضون نفس الأجر والراتب .
أن مسلسل باب الحارة قد طور كثيرا في مشاهده واحداثة وحاول استخدام الحداثة ووجوده جديدة في بعض من مشاهده ، ومع هذه التغييرات بقيت نسبة المشاهدين والمتابعين له لا تتعدى واحد أو اثنين فوق الصفر المئوي ، وكل ذلك بسبب ان المشاهدين قد ملّوا القصة وقرفوها وقرفوا المخرج والمنتج ،وصاروا يفضلون المسلسل الكرتوني توم اند جيري على متابعة مسلسل باب الحارة أو الكعكة الصفراء .
لقد قرف الشعب الأردني مسلسل الكعكة الصفراء وقرف مٌنتِجها و مخرجها ومؤلفها وكل انتاجاتها .
ولكن السؤال الوحيد الذي لا زال يتسائل عنه الأردنيين هو : متى سيتوقف إنتاج هذا المسلسل الذي يدفع عليه المواطن من رواتبه وجيوبه ،
ففي كل فاتورة كهرباء أو مياه أو أي مادة غذائية يشتريها المواطن الأردني أو أي معاملة رسمية أو غير رسمية تجد عليها ضريبة أو رسوم يذهب جزء منها الى مسلسل الكعكة الصفراء .
والله قرفنا وعنجد قرفنا ، ليس فقط المسلسل وكاتبه ومخرجه الأوحد وممثلينه ، لقد قرفنا الكعك الصفراء الحمراء والبيضاء وكل الكعكات والألوان كمان .
والله أننا قد قرفنا أيضا نفس الأعذار والتبريرات إنتاج هذا المسلسلات .ارحمونا مشان الله .
اعظم الله اجركم يا وطني واحسن الله عزاكم يا شعبنا ورحم الله احراركم يا أردن.