جفرا نيوز -
جفرا نيوز - نصر شفيق بطاينه
المتابع لجلسات مجلس النواب لمناقشة واقرار التعديلات الدستورية لا بد ان يتمتع بسعة صدر عالية والا يا بنجلط يا برتفع ضغطه أو بنزل او برتفع السكري لديه الا اذا احتاط على بعض المساعدات حوله في متناول اليد لاستعمالها عند الحاجه .
بداية لقد أعطي كل نائب مدة دقيقتين ليناقش كل مادة بحاجة للتعديل على حده ، لعلم سعادة النائب لقد حصلنا على الدقيقتين بشق الأنفس لأنه الأصل ما في نقاش وعليك ان تصوت على المادة مباشرة بأحد الخيارات التي اعلن عنها رئيس مجلس النواب موافقة أو مخالفة او امتناع وبعد الهاي والتي والجاه والوجاه وتدخل وجوه الربع حصلنا على الدقيقتين للمناقشة وكل نائب يحمد ربه انه ما صابته نوبة عطس في وقته كان راح الدقيقتين عليه وهات قطبها ، ففي هذه الحالة من المفروض أن النائب يدخل في صلب الموضوع مباشرة اذا كان موافق عليه ان يبرر ذلك بنقاط قانونية مقنعه واذا كان العكس كذلك بتبرير قانوني مقنع وكذلك الحالة الثالثة ولكن كان الملاحظ على بعض النواب يضيع الوقت بكلام خارج عن النص وسواليف عجايز ويخلص الوقت ثم يطالب بوقت أضافي وهذا مستحيل لأنه ما في وقت والوقت مبرمج والموضوع خرج من أيدنا سعادتك ، واحنا مستعجلين لأقرار التعديلات باسرع ما يمكن وسبق ان قلت في مقال سابق أن تأجيل افتتاح دورة المجلس الى ١٥ / ١١ وارسال التعديلات الدستورية بصفة الأستعجال له استحقاقاته وهذا كله مخصوم من وقت مناقشتك للتعديلات حتى تمر مثل سرعة البرق وتسلقها كيفما شاء وكما هو معروف أن السرعة والاتقان لا يتفقان ، وليسرع في حركة عداد عمر المجلس الذي ثبت رؤية هلاله يوم الزينة والتي قربت من غياب شمس المجلس ، وقلنا ان معكم ربع ساعة والان اصبحت عشر دقائق .
بعض النواب يلف ويدور ولا يعرف ماذا يريد والبعض يناقض نفسه ينتقد التعديل ثم يصوت لصالحه والبعض الأخر وكأنه يجامل الحكومة طمعا في منصب او خدمة ما فيما بعد ، والبعض للحقيقة كان على قدر من الجدية والمسؤولية وتقدير الوقت واهمية الموضوع ويدخل في صلب النقاش مباشرة ويستغل الوقت المتاح لأبداء وجهة نظره .
انه من الظلم للوطن وللدستور الذي هو روح الأمة ان يناقشه شخص لا يعرف بالقوانين ودلالة الكلمات الواردة في النص ويصوت وكأنه يصوت في مضافات العشائر أو كمن يضع لايك على بوست على الفيس بوك مجامله لصاحبه بدون معرفة خطورة أو أهمية البوست . من المفروض ان لكل نائب مستشار او مرجع قانوني يعود اليه عندما مناقشة اي قانون ولو بالمال حتى يكون نقاشه مهني وعملي .
يسجل لرئيس اللجنة القانونية انه حافظ درسه جيدا ومحضر له وكان يسرح ويمرح في النواب ويفسر ويبدد مخاوفهم ويعطيهم من كيفية مفهومه لكل مادة ولكن هذا المفهوم قد لا يكون مفهوم من يريد تفسير المادة مستقبلا وغير ملزم له وهو الذي سيحصل لان المستخدم لا يع ف نية المشرع وموضوع والدستور لا يستخدم بالنوايا بل ا+ ١=٢ ، والجالسون في المجلس الان على الاغلب قد لا يكونوا متواجدين فيه مستقبلا لسبب أو لأخر ، وواضح أن مستقبله مشرق أرجو ان لا ينسانا من الحلوان ، واعلمه انه غير مطلوب منه عمل جولة راجلة في وسط عمان والمرور على كشك أبو علي للثقافة وشراء بعض الكتب فالامر محسوم
يسجل للنواب من الاناث الحضور الكامل وحسب متابعتي لم أشعر بغياب ايا منهن وكنت أتسائل بما انه غالبيتهن ربات بيوت ألا يوجد لديهن بعض الواجبات البيتية من خبيز وشطيف وطبيخ ، ولم يصدف ان احدا من الاولا اصبح عليه حرارة او ان زوجها بحاجة لها في امر ما أو اي مناسبة اجتماعية ، الحقيقة ما شاء الله عليهن وحماهن من العين والحسد وخاصة في سرعة الموافقة . واللافت للنظر مدى انظباطية النواب بترمي الابرة بتسمع رنتها ، تفضل قوم ، تفضل اقعد ، تفضل احكي ، شكرا معاليك ، شكرا سعادتك ، شكرا عطوفتك ، حتى اعتقد المراقب انه في حفلة وناسة على حد تعبير احد كتاب المقالات أو في سهرة رومانسية في المطعم أياه الذي تم تناول فيه الغداء الأخير ، يبدو ان النواب تم شكرهم من احدى الجهات على ما قدموه من اداء في اليوم الاول للمناقشات فتبدل الحال وكان يبدو المجلس وكأنه مسلوب الارادة والدسم
لا اعرف ما الضير ولماذا لا تشهد الجلسات بعض المشاحنات والاحتداد والجح بالعيون على بعضهم البعض ولا بأس من رمي وتطاير بعض قناني المياه الصغيرة في اتجاهات مختلفة ، ولما لا وكما قلنا انك تناقش تعديلات دستورية مهمة وتؤسس لمرحلة سياسية قادمة فبعض الضجيج مطلوب ولكن لا نريد ان يصل الى مرحلة الضرب ولكن نقاش حاد دليلا على الجدية والغيرة من البعض ودليلا على التعصب للدستور مع او ضد فهو ظاهرة صحية وكما قلنا ضمن حدود ، وكل واحد جالس على كرسيه ما عدا قناني المي وبعض الاوراق المتطايرة ورذاذ الصراخ والا يدل الامر على الرتابة وقلت الاهتمام وكأن الامور متفق عليها سابقا ، ونسبا لنفس الكاتب لا يمكن ان تعمل طبق عجة بدون أن تكسر البيض
وفي مشهد حزين ومؤسف ترى رئيس المجلس والنواب يتخلوا عن مكاسبهم ومقاعدهم بسهولة ولا يدافعوا عن نيابتهم وامتيازاتهم ، ان المقعد النيابي الذي تجلس عليه سعادتك ليس ملكك لوحدك انه متداول ولا يجوز ان تفرط به بمجرد ان يقدم النائب استقالته تصبح نافذة حتى ولو كانت شعبوية فالمجلس يقرر انها شعبوية او جادة ويتصرف على اساسه في القبول او الرفض وكذلك رئيس المجلس هل هزل منصب رئيس مجلس النواب بحيث ان رئيسه يرمي استقالته الى الامانة العامة وتصبح نافذة واسفاه
في الدوائر الحكومية والشركات عندما يغيب موظف بسيط أو عامل وطن عن العمل يتم انذاره عبر الصحف بالعودة الى عمله خلال اسبوع والا فقد عمله مع ان غيابه بدون عذر يدل على استقالته او تركه العمل ، وموظف اخر لديه بعض العلاوات والامتيازات اكتسبها مع الوقت في الوظيفة وعندما توقف او ينقل الى موقع اقل يخسر فيه مكتسباته فيقيم الدنيا ويقعدها ويشتكي بكل الوسائل المتاحة وان استطاع الوصول الى جلالة الملك لذهب وبث مظلمته هذه غريزة الانسان الدفاع عن مكتسباته
وما الضير ان يكون مدة رئيس المجلس سنتان ، ان الاعلام يشغلنا بتكهناته وتحليلاته عن رئيس المجلس القادم قبل ثلاثة أشهر ، أضف ان انتخابات رئيس المجلس واللجان تأخذ وتضيع وقتا طويلا من وقت المجلس المطلوب لمناقشة مواضيع او قوانين اخرى ، واحيانا الرئيس له ارتباطات مع روؤساء البرلمانات العربية الأخرى
لقد تصرفتم بطريقة انا ومن بعدي الطوفان لقد تكرمتم بشيء ليس ملككم لوحدكم وما هكذا تورد الابل ، والغريب العجيب ان مجلس النواب يدافع عن ولاية الحكومة ولا يدافع عن ولايته ويتنازل عنها طواعية ، هنا بدها صفنة ونقطة نظام ، لقد سمعنا رئيس مجلس النواب الحالي في أول تصريحاته وفي مقابلته في برنامج ستون دقيقة انه سوف يعيد هيبة المجلس ويحاور ويناور ، والله لا أخالك الا ضيعتها بدون ثمن او بثمن بخس وستعرف بعد رحيلك والمجلس انك تركت ورائك صفحة ليست بيضاء في دفتر المجلس وموقفك ليس من الديمقراطية بشيء فكما قلت المنصب ليس ملكك لوحدك .
ومن أول غزواتك.. وان نسيت لا انسى مشهد النواب من احدى الدوائر بعد سماعهم استحداث بلدية في دائرتهم فأخذوا يتسابقون الى الميكروفون فقط ليشعر كل نائب منهم ناخبي دائرته انه هو الذي جاء بالبلدية بجهوده مع انها كما أعلن انها قرار ودراسة حكومية لتحقيق العدالة بفصل بعض البلديات المتضررة ، واخذ يوافق على المواد وهو في ردهات المجلس وفقد تركيزه ، جاء في الأقوال المأثورة ان كل انسان او شيء له من اسمه نصيب يا مجلس نواب التاسع عشر ....فسلام على مجلس نواب التاسع عشر ....