جفرا نيوز -
جفرا نيوز - الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات
فكرة استحوذت على تفكيري، تتمثل في تحرر النفس البشرية من القيود التي يفرضها بنفسه عليها، أو التي يفرضها المجتمع، فيصبح الإنسان مقيدا وتسيره الأفكار والهواجس، ويقع ضحية لما يسمى بالمسموح أو الممنوع، وتزداد الأفكار السلبية، ويصبح الإنسان حبيسا لعالم خيالي صنعته نفسه أو المجتمع من حوله ووجد نفسه مضطرا للتقيد به، وهو لا يعلم لماذا وكيف، وحتى لا يدرك تبعات ذلك على نفسه وعدم قدرته على الانطلاق والتخيل وحتى على العيش بما يتناسب مع نفسه وميولها.
هذه الحواجز وبغض النظر عن مصدرها تقمع الانطلاق والفكر المستبق للأحداث، ويصبح الإنسان عاجزا عن التخلص منها او حتى التقليل من أثرها، فهذا ممنوع وهذا غير مسموح، وذلك يزعج الآخرين وهذا لا يتناسب مع موقعك وقدرك ودرجتك العلمية، وهكذا يسير العمر دون إنجازات ترضى عنها النفس ويقدرها المجتمع أو قد يخلدها التاريخ، ويدرك الإنسان دائما قيمة ما فاته بعد انقضاء الوقت وفي حالة عدم القدرة على التغيير أو الانطلاق من جديد.
الانتصار الأول هو الانتصار على النفس ومن ثم على المجتمع وما صنعه الغير من تصورات تقيد النفس وتربك الروح وتوقف الحركة، ويعجز الإنسان ويشيخ وهو يفكر أنها طريق الأمان، ليدرك لاحقا أن هذا كله وهم مرتبط بضعف صنعته النفس أو صنعه الآخرون، لمنع تحرر الذات، وإيقاف وإبطاء الإبداع وعرقلة الانطلاق بحرية في ملكوت الله، حيث لا شيء يوقفك او يمنعك إلا عقلك المرتبط بالروح والذي يسمو فوق كل شيء.
فلنتحرر من قيود النفس ولننطلق قبل أن يصبح الانطلاق بلا جدوى ولا معنى وبعد فوات الأوان.