جفرا نيوز -
جفرا نيوز - الدكتور فارس محمد العمارات - في ظل سعي الاردن من أجل تحقيق رؤية شاملة في العام 2032 والتي تشمل إستهدافات في مجالات عدة وشتى مختلفة عن ما سبق من نماذج وخطط لم يتم تحقيق اي منها ، فمنها ما ذهب ادارج الرياح ؛ ومنها ما اعتلاه رياح الزمن والحكومات المتنفعة من جيب الوطن ، وهنا يبرز مفهوم القوة الناعمة لإرتباطه بها بشكل أساسي، كونها قوة جاذبة تمثّل رصيداً لرأسمال سياسي ثمين وقوي ،وفاعل سيُعزز نفوذ الدولة على الصعيد الدولي بعيداً عن القوة الصلبة بالاعتماد على موارد قوامها: القيم السياسية الحديثة التي ولدت من رحم الاصلاح الحقيقي ،وثقافة الشعب الاردني الجذّابة بكل لغات العالم الحي.
المملكة الاردنية اليوم وكل يوم بقيمها السياسية الداعية إلى السلام العادل ، والوسطية والاعتدال، والبُعد عن الغلو ومحُاربة التطرف والارهاب أنا كان شكله ، وبمواطن كان وما يزال أغلى ما نملك ،ويملك الوطن ،ويمتلك همة كبيرة عالية ما انحنت يوما الا لله ،وهي دولة عمرها مائة عام ،فيها ما يمثّل نموذج القيادة بالقدوة على أكمل وجه؛ وهي بلا شك دولة قادرة بما تملكه من راس مال فكري ومواهب مُبدعة ، تحمل في ثنايا عقولها الابتكار والابداع، والقدرة على التحدي وحلول المعاضل ،وتتميز بسمات القوة الناعمة القادرة وبحكمة وشجاعة وذكاء على جذب الآخرين طواعية ليكونوا شركاء لها في شتى المجالات السياسة، الاقتصادية، والاستثمارية، والتعليمية، والسياحية.
اليوم وكل يوم سيكون الاردن نموذجا في القوة الناعمة القادر وبكل حزم ولين وحنكة على الانفتاح على العالم، سواء كان ذلك في مجالات السياحة المتعددة ، واستعمال أدوات مهمة لمواجهة محاولات التنميط والتشويه الذي قد يشوب المشهد التنموي والمبني على الاستدامة والتحول إلى عالم يستم بالرقمية والمعلومية النادرة في التنافس والابتكار ومواكبة الرقمية الذكية والسبيرانية ،والسحابية كافة أشكالها .
إن مبدأ القوة الناعمة مبني وبشكل هام ورئس على : إحترام السيادة الوطنية، والإعجاب بالانجاز بعيدا عن التدخل في شؤون الاخر، والتعاون الدولي في مجالات شتى استثنائية وغير تقليدية، والإقناع ، وهي أعمال ستزيد من الجذب ودعم الاستثمار في كافة المجالات ، ومنفعتها مُقارنة مع المنفعة المُتعلقة بالإجبار والقسر، ولتحقيق أمن اردني دائم ومنافس على المدى البعيد ، فإن من الضروري إستعمال وسائل وأدوات القوة الناعمة، التي تركز وبشكل هام على بروز ثقافة المجتمع الاردني الناجح والمتميز القادر على مجارة التقدم وسباق الرقمية والمعلوماتية وثورتها .
هناك كثير من العقول الاردنية التي تتمتع بجاذبية (كاريزما) وتجدها قادراه على إقناع الآخرين لتبني أو رفض قناعات أو سلوكيات معينة؛ ليس من خلال الإجبار أو القوة القسرية؛ بل من خلال العمل، والرؤية المعرفة المبنية على الحجم الهائل من الخبرات ،والتنافس في مجالات عدة تتميز بتقديم الافضل والمصداقية والتواصل الفعّال، والاهتمام بالآخرين، والانفتاح عليهم بشكل غير قسري ومُنفر، او فض ، وغيرها من السمات التي تجعل منهم مالكين لعقول وقلوب الآخرين. وبقوة ناعمة لم يسبقها مثيل .