النسخة الكاملة

الكتال

نصر شفيق بطاينه

الخميس-2021-10-31
جفرا نيوز -
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس التحرير المحترم ارجو نشر التالي على صفحات موقعكم المحترم وشكرا .....

الكتال

نصر شفيق بطاينه

بمناسبة موسم اصدار ونشر علية القوم وكبارهم مذكراتهم وذكرياتهم وكيف يفكروا فقد وجدنا نحن صغار القوم ان نهتبل هذه الاوقات لنشر مذكراتنا وذكرياتنا وكيف نفكر ولكن هناك فرق في التطبيق هم يطبقوا وطبقوا محتواها علينا وجربوها طبعا هناك جانب من المذكرات والذكريات لا يذكر والكل يتجنبه وهو كيف وصلت المديونية الى هذا الحد وكيف فوتونا بالحيط فهو مجهول ولا يعترف به احد تماما مثل الذي اكل الرغيف مع سيدنا عيسى ومثل شوكلاته العيد ياتي اخر النهار ولا تجد ولا حبة شوكلاته طيب يا اولاد مين اللي اكل الشوكلاته الكل بنكر وبحلف ١٠٠ يمين انه ما ذاقها وبجيب قران الحج يحي وبحلف عليه ، طيب لعاد مين اللي اكلها مع انه ولا شخص دخل علينا اليوم وعيدنا ... صمت.... ماحدا بعرف وتقيد القضية ضد مجهول . نعود الى موضوعنا وهو فرق تطبيق الذكريات والاحداث لدينا انه تطبيق في عالم الخيال .
 
نبدأ القصة ، في اواخر الثمانينات كنا نخدم في احد المواقع في مدينة اربد نأتي الى الدوام حوالي الساعة السابعة صباحا ، لفت انتباهنا ان هناك محل مجاور لنا يكون مفتوحا في ذلك الوقت وصاحبه يشرب الشاي وفي بعض الاحيان نأتي الى الدوام بين الساعة السادسة والسابعة حسب ظروف العمل ونجد هذا المحل مفتوحا والشاي شغال والمحل عبارة عن ادوات كهربائية ومواد بناء وهي ليست مطلوبة في هذا التوقيت مما حدا بي وزميلي تيسير العزام ان نستفسر من صاحب المحل ما الذي يدعوه الى الحضور باكرا فقال انه متقاعد عسكري ابو خلدون البشايرة من صيدور ( علمت مؤخرا بوفاته رحمه الله ) وبعد صلاة الفجر لا يستطيع ولا يحبذ النوم بعدها ولا تزال شحنات الطاقة الايجابية العسكرية موجودة فيه ويأتي الى المحل ويمارس شرب الشاي ، هذا الامر لم يرق لنا كثيرا في البداية واخذنا نتندر عليه ، حدا بصحله يظل منخمد ونايم وبصحى ؟؟!! 

 كان هناك انسجام وكيمياء خاصة بيني وبين العزام فتبادلنا النظرات والغمزات والهمهمات والتمتمات ... واخذ كل واحد يحك قرعته فخلصنا الى انه ما دام ليس لديه الرغبة في النوم والبقاء في البيت طيب شو رأيك خلينا نستفيد منه ونضيفه الى قائمة الوظيفة الصباحية من الخامسة الى السابعة ونريح جماعتنا شوية ..تبادلنا الافكار متندرين 

 وبعد فترة اكتشفنا وبنظرة ايجابية للامر ان ابو خلدون على حق وان الصحيان باكرا له فائدة حيث يبقى الشخص بعد صلاة الفجر نشيطا وينهي اعماله باكرا وتبدأ الحياة اليومية باكرا بدل هذا الصمت وقلة الحركة في الشوارع ، طيب لماذا لا يصحى الكل باكرا ؟!

 وكيف نجعل الكل يصحى باكرا ونشيطا طول النهار ؟؟ دار نقاش وعصف ذهني وخلصنا الى انه لا بد من جهة ما او شخص ما يتولى صحيان الناس ليمارسوا اعمالهم في الوقت المحدد والباكر ، طيب ومن يتخاذل ولا يصحى او يذهب الى الدوام متأخرا متكاسلا . ....فخرجنا بشخصية الكتال ...
 
كل ما سيأتي لاحقا هو عبارة عن خيالٌ في خيالٌ في خيالِ ، اي عبارة عن ( فانتازيا ) كالافلام موجودة في خيالي وخيال الحج تيسير ....( قراءة المقال بحاجة الى خيال القاريء )
 
كانت واجبات الكتال بداية في التأكد من صحيان الناس مبكرا ومن لا يصحى بضربه كماد وبدفره برجله حتى يصحى طبعا العملية عبارة عن عقوبة تعزير وليس الاذى وافترضنا ان لكل حي وحارة كتال يقوم بالواجبات الموكلة اليه وليس الموكولة اليه لاحظ هناك فرق ، ومن صفات الكتال انه رياضي وصاحب عضلات ولا يجامل ، لدرجة انه جئنا انا والعزام في أحد الايام متأخرين على الدوام ماشيين بنتدندع واذا بالكتال زقطنا لويش متاخرين فكرنا انه احنا خارج القانون ومحصنين فضحكنا فتناولنا بقفا ايده هاي اول مرة على الخفيف الثانية بكرفتكوا عن الدرج قال الكتال ، القانون قانون فاهمين يا الله كل واحد على شغله نسٌينا خياطي ولا نفس 

 طيب لماذا لا يكون هناك كتال في كل دائرة حكومية يقف على الباب بدل البصمة ، فكل موظف متأخر عن الدوام بتناوله بأكمن هواه ببن اكتافه مشان ما يعيدها وقد اعتمدنا ذلك ، ثم تطور الامر ووجدنا ضرورة تطوير العمل والمراقبة وخاصة بعد نشر اخبار عن فساد وفاسدين فوضعنا في كل مؤسسة ووزارة كتال كل واحد بمد يده على المال العام او داير بسيارة الحكومة من هون لهون بلشقه على صباحه ، المحولين على دائرة النزاهة ومكافحة الفساد هناك كتال خاص وعنده تعليمات بس يأتي الشخص على الدائرة للتحقيق بالقضيه 

 الكتال : ولك تعال جاي وين المصاري اللي هبشتها اذا اعترف هيه نفذ ما اعترف بمغه من شعره وين ما شاحت لاحت ما نفعش معه بحوله على التحقيق وبعدين القضاء . طرق الى مسامعنا انه مجلس النواب فيه بعض التجاوزات فكان هناك اكثر من كتال متخصص ، واحد مهمته النواب اللي بتغيبوا عن الجلسات هظول حسابهم لحال لهم حزمة شقطات مع اكمن كماد ، النواب اللي بصوتوا مع قوانين الحكومة التي فيها ضرائب على المواطنين وخاصة جماعة الالو كل نائب حامل تلفونه وحاطه على اذنه اثناء التصويت بسرعة البرق بتناول التلفون منه وعلى صباحه ..

هناك كتال متخصص للي بهربوا النصاب في الجلسات المهمة للمواطن او طرح الثقة بوزير ، بقوم بالواجب حتى يهري وبره وبكون متخبي بالكردروات ، في كل وزارة يوجد كتال كل وزير او مدير يسيء استخدام صلاحياته من تعيينات جهوية او ترفيعات او احالات على التقاعد بدون سبب وفيها ظلم لبعض الموظفين الكتال بطرقه بوكس بوصله لعند اللوكس ومع اول تعديل ..

 في الجامعات كتال خاص للطلاب والطالبات المتأخربن عن المحاضرات الصباحية ثم يعمل جولة داخلية تحت وبين الاشجار بحثا عن المزوغين عن المحاضرات وقاعدين بغنوا تحت الشجر يا وهيبة ، يما اكلنا برتقال بشيل الكتال البرتقالات وبفغشهن على رووسهم مع اكمن عقال يا الله كل واحد على محاضرته .
 
 وهناك كتال متخصص بشؤون العشائر وخاصة اثناء الانتخابات كل شخص بخرج عن اجماع العشيرة وضاربه الغرور وقصير النظر وماكل بحاله مقلب هنا حسابه عسير بيستخدم كل انواع البهدلات والشقطات حتى يرجع عن غيه ، الاشخاص اللي كل عرس لهم فيه قرص اي بمعنى في انتخابات البرلمان بترشحوا ، انتخابات البلدية بترشحوا ، انتخابات اللامركزية بترشحوا تعيين مختار للعشيرة بتنطحوا ، جمعية خيرية بنطوا بصباحك ، مسؤول عن سايق البكم برفع ايده ، دبكه بده يقودها ، جوفيه كذلك ، هظول الكتال واجبه يعرفهم قيمتهم ومستواهم ويعيدهم الى حجمهم الطبيعي بمعطهم كتلة مع شلوت يوصلهم لبيروت .

 الحقيقة انه واجهنا مشكلة يجب ان نعترف فيها وفشلنا في مهمتنا وهي وضعنا كتال يتابع اعمال لجنة تسعير المحروقات الشهرية بالرغم من الكماميد والشقطات والبوكسات التي استخدمت وقد تم تغيير اكثر من كتال لهذه المهمة الا اننا فشلنا في منع لجنة تسعير المحروقات من رفع الاسعار الشهري على المواطن فنعتذر اشد الاعتذار عن ذلك ، يمكن اللجنة مدعومة .

في موضوع الكورونا وضعنا كتال على تقاطع الطرق واماكن تجمعات المواطنين وحسبة الخضار لنتابع لبس الكمامة واخذ اللقاح من قبل المواطنين وكان النجاح نسبيا وفقدنا السيطرة على المهمة بعد اقامة الاحتفالات الغنائية ، وكان بودنا توظيف كتال لكل من يخرج بتصريح عن نشاط الكورونا من غير ذوي الاختصاص وغير مخول وهدفه العرط وحشر انفه طمعا في منصب ومكسب وظيفي بحيث يضربه كماد يوصله لبغداد ولكن الامور لم تسرعلى ما يرام فالموازنة المخصصة لهذا الموضوع نفذت ولا يوجد مساعدات خارجية ، ومن المفارقات التي سنواجه بعد قليل وخاصة بعد صدور توصيات اللجنة المشكلة لتطوير الحياة السياسية فمن احدى توصياتها الزام المواطنين الدخول في الاحزاب علما انه كان هناك كتال يقوم بواجبه على كل شخص يثبت انه منتمي للاحزاب او مر بقربها بسجفله اكمن كف على عنقوره 

 الان نحن بحاجة الى اجتماع الهيئة الادارية لتعديل الانظمة والتعليمات لتتوافق مع التعديل الجديد بحيث يكون واجب الكتال رفش بطن كل من لا ينتمي للاحزاب او يصوت لها ، اي ان الواجب انتقل من النقيض الى النقيض سبحان الله ، وكثيرا ما يتعرض مثل هكذا اجتماع احيانا لتهريب النصاب فالله المستعان 

 واهتماما بمشاركة المرأة وحفظا على سمعتنا الدولية والمساواة بين الرجل والمرأة في الوظائف والعمل فقد رأينا توظيف بعض الكتالين من النسوان واسند لهن وظيفة متابعة قضايا العنف الاسري كل رجل يعتدي على زوجته او محارمه او كل مرأة تعتدي على زوجها او تحمله فوق طاقته بالمصروف وبدها خلوي جديد او بوتكس ونفخ شفايف تقوم الكتالات بالواجب ما عدا جرائم القتل فهي من اختصاص القضاء 

 وهناك ايضا كتاله في مجلس النواب للنائبات اللي بفرطن ملوخية او بقمعن باميا ولوبيا او يتبادلنا معلومات عن كيفية عمل المكمورة واللزاقيات بترفع يدها الكتاله وبتطلب نقطة نظام وبتروح بتقودها من ايدها وبتوخضها على غرفة جانبية وتقوم باللازم ......والله وسلامتكوا ...

ملاحظة : الكتاب سيكون متوفرا في السوق قريبا باسعار رمزية ان شالله طرقوع شنينه او جعب هريسه .. والطفران مجانا .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير