النسخة الكاملة

اليوم العالمي للصحة النفسية

عبدالله أكرم صباح

الخميس-2021-10-10
جفرا نيوز -
عبدالله أكرم صباح – أخصائي نفسي
 
يحتفل العالم في العاشر من تشرين الأول من كل عام باليوم العالمي للصحة النفسية، وفيه تتركز جهود العاملين في قطاع الصحة النفسية على التوعية وتسليط الضوء على القضايا المرتبطة بهذا القطاع.
 
ونظراً للظروف الحالية التي يمر بها العالم بأكمله بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا والتأثيرات الصحية والأقتصادية والأجتماعية وانعكاسها على الصحة النفسية، عانى الكثير من الناس من الضغوطات والمشكلات النفسية جراء الاجراءات الوقائية التي فرضتها دول العالم للحد من انتشار فيروس كورونا، حيث ترافق مع هذه الأجراءات تعطل لمظاهر الحياة الأجتماعية، وتوقف لعجلة الحياة الأقتصادية وبالتالي خسارة الكثير من الأفراد لوظائفهم وتأثر سبل معيشتهم

وأدى ذلك إلى ارتفاع مستويات القلق والتوتر والخوف من المرض أو الموت والقلق تجاه المستقبل بسبب هذا تداعيات انتشار الفيروس وترافق مع هذه الأعراض الشعور بالعجز تجاه حماية الفرد لنفسه أو أفراد عائلته

كما وعانى الكثيرون من فقدان ذويهم وأصدقائهم خلال هذه الجائحة، وأدى ذلك الى شعورهم بالفقد والحزن الشديد، ومع تطور هذه الأعراض ظهر لدينا العديد من الأضرابات النفسية كالإكتئاب أو اضطرابات القلق كاضطراب ما بعد الصدمة أو الوسواس القهري.
 
بالإضافة إلى تأثر الأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية سابقة اثناء هذه الجائحة، حيث أشارت منظمة الصحة العالمية إلى تعطل خدمات الصحة النفسية وخدمات مراكز علاج الإدمان وصعوبة الوصول اليها في كثير من دول العالم، ولعل أبرز الأسباب التي أدت الى تعطل هذه الخدمات هي تركيز الجهود الطبية خلال هذه الفترة على مقاومة انتشار الفيروس، بالإضافة الى حالات الإغلاق التي عطلت الكثير من الخدمات المقدمة للافراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية.
 
واليوم بعد مرور سنة ونصف تقريباً على هذه الجائحة، أصبح من الضروري التركيز على تأثيرات هذه الجائحة وتبعاتها على الصحة النفسية، والبحث عن سبل دعم الأفراد والمجتمعات، بالأضافة إلى إعطاء الصحة النفسية أهمية وعناية أكثر,وخصوصاً في المناطق الأكثر تأثراً والأشد فقراً والمناطق التي لا تولي الصحة النفسية اهتماماً بدرجة كبيرة، ومن هنا أنطلق شعار منظمة الصحة العالمية نحو تكافئ الفرص في الوصول لخدمات الصحة النفسية، فكان شعارها (الرعاية الصحية النفسية للجميع: لنجعل هذا واقعاً !).

لقد أثبتت هذه الجائحة مرة أخرى أن لا صحة بدون الصحة النفسية.

وكل عام وأنتم بخير، وأمنياتنا أن ينعم العالم أجمع بالأمن والسلام والصحة والرفاه النفسي.