جفرا نيوز -
جفرا نيوز - حسين الجابر
ما زال التخبط في ملف الشباب العنوان الأبرز الذي توليه هذ الحكومة وغيرها ممن سبقها، فهناك اهتمام غير مسبوق ليس بالنهوض به بل بتدميره؛ وكأننا نشهد سياسة ممنهجة ومرسومة بعناية يتنافس فيها بعض وزراء الشباب أيهم الأسبق والأسرع في تحطيم الشباب وتدميرهم.
لا شك أن ملف الشباب من الملفات المهمة التي أولاها الملك عبد الله الثاني، وولي عهده، ووجهوا الحكومات بضرورة الاهتمام به، ولكن لا حياة لمن تنادي، فالأقول بواد والأفعال بواد آخر نتيجة سياسة الحكومة التي لا تترجم رؤية القيادة سواء كانت بقصد أم غير ذلك.
فالمشهد الشبابي يتسم بالتخبط، وعدم وضوح الرؤية، فالسياسات الحالية لوزارة الشباب تقود الشباب إلى الضياع، والإسهام بفقدان هويتهم الوطنية، وكأننا أمام سياسة تدفع بالشباب للوصول إلى المنطقة الحرجة.
إن السمة الرئيسية لوزارة الشباب غياب الهوية، فلا هوية واضحة تتنهجها نحو النهوض بالشباب، فهذه الوزارة صُنعت لإرضاء والاسترضاء لبعض الذوات الذين ليس لهم علاقة بالعمل مع الشباب، فالوزير المعين ليس معني بتطوير الشباب وصقل مهاراتهم، أو التفكير خارج الصندوق الذي ما زالت الحكومة تبحث عن كنزه المفقود.
إن الإنجازات التي حققها الوزير الحالي هو قربه من رئيس الوزراء، حيث أن الأخير مقتنع به نتيجة الصداقة، وهما غير مهتمين بقطاع الشباب ولا بغيره من ملفات.
فالتقاطهما للصور مع الشباب يوحي بأنهما رجلا ميدان؛ والحقيقية أن في الميدان لا يوجد إلا مراكز آيلة للسقوط، ومشكلات أكل وشرب عليها الدهر، وأن زيارتهم الميدانية التي تغطى بكرم إعلامي لا يثمر عنها إلا تناقلها بمختلف وسائل الإعلام. فلا مشكلات يتم حلها، ولا تطوير للبنية التحتية ولا تأهيل للكوادر البشرية.
الشباب يعاني من الإحباط نتيجة للتخبطالذي تسهم به وزارة الشباب كون هذه الوزارة همشت القيادات الفاعلة والعاملة فيها، وأبعدت الشباب المبادر.
وبالرغم من تلك التحديات ما زال بعض الشباب لديه بصيص أمل لخدمة الوطن، فبعضهم قدم للمجتمع مبادرات مميزة تم تمويلها من جيوبهم الخاصة بسبب الغياب المتعمد من الوزارة، وعدم رغبتها في تقديم الدعم المباشر وغير المباشر.
أن الواقع الحالي يولد لدى الشباب شعورا مؤلما بأن تنسب الوزارة لنفسها مبادرات ومشروعات خاصة للشباب ليس للوزارة بها أي صلة، بل كانت تمتنع عن تقديم الدعم لها بحجة عدم توفر مخصصات مالية.
العلاقة بين الشباب ووزارتهم تشهد حالة من فقدان الثقة وضياع الهوية، فما زال التخبط سمة ثابتة فيها تعصف بالشباب، وتهدد هويتهم الوطنية.
فالواقع مأزوم وبرامج الوزارة كنسيج بيت عنكبوت واهن، إنجازات وهمية، واتفاقيات استعراضية، وأقاويل لا تمت للواقع شيئا. سوى وصول الشباب إلى حالة من القرف والاشمئزاز.
تحن اليوم نطالب بتشكيل مجلس وطني لإنقاذ الشباب من سياسة التخبط، ولإنقاذ الوزارة مما هي عليه الآن، شبابنا في خطر، وسياسة إرضاء الأصدقاء بمنحهم لقب معالي لتولي هذه الوزارة خطر أشد، ننتظر تغيير جذري في العمل مع الشباب والتواصل معهم.، وهذا لا يعني أن المؤسسات الآخرى المعنية بالشباب ليس بمنآى عن النقد، بل هي أيضا مطالبة بتغيير النهج.