النسخة الكاملة

حسن ابن الشهيد العقيد ابراهيم حسونة

الخميس-2021-10-03 10:11 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي. 

قال تعالى في سورة آل عمران : وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . صدق الله العظيم. 
الشهيد ابراهيم حسونة ابن سحاب العز والرجولة ، ابن مدينة الشهداء ، الشهيد إبراهيم الإبن البار بوالديه كما هم إخوته. ابراهيم الذي وصل لرتبة مقدم طيار وبمرتبة اعلى الدرجات  في مراتب  تدريب الطيارين ، ابراهيم الذي كان بعد كل طلعة تدريبية يعود لوالده  المريض حيث يقبل يديه ويطلب الرضا منه ، وكان والده الذي يدعو الله له دائما ينتظره في رواحه وايابه، إلى أن ارتقى ابراهيم شهيدا محلقا في السموات العلى بعد أن كان نسرا من نسور سلاح الجو الأردني يٌحلق في السماء الدنيا .

الشهيد ابراهيم تربطني فيه علاقة الصداقة قبل أن يصير  نسيبا  ، فهو زوج ابنة اختي المؤمنة الصابرة المهندسة دعاء ابنة اللواء الركن المتقاعد مرتضى المجالي .
الشهيد أنجب حسن ذو الثمانية أعوام  وحليمة التي بلغت تسعة أعوام و الذان يعيشان مع والدتهما  في كنف جدهما الباشا مرتضى المجالي .
عندما زرتهم اخر مرة وكعادتي دائما أحب أن أتحدث معهم والاعبهم ، فكنت اسأل حليمة سؤالا دائما اكرره عليها ، وهو  أيهما أفضل عندها الذهاب إلى سحاب مدينة والدها ام الكرك  مدينة والدتها  ، ومن تفضل هي  الكرك ام سحاب ، فكانت لا تتردد  بإعطاء الجواب الفوري على أن سحاب عندها خط أحمر  ، وكانت تقول انا سحابية ، وسحاب اولا ثم الكرك . فكنت احييها واشجع هذا الانتماء الفطري لديها .

اما حسن فعندما كنت أحيانا أسأله  نفس السؤال حيث كان دائما يتهرب من الإجابة، لأنه يحب الكرك وسحاب بنفس الدرجة ،  ولكن هذه المرة كان جوابه لي فوريا  وبدون تردد ، أنا أردني  والأردن عندي  اولا،  وانا أريد أن أكون نسرا من نسور  سلاح الجو الأردني كما كان والدي  وادافع عن الأردن وفلسطين ، وأكمل حسن اتجاهه راكضا ليلعب مع شقيقته وأبناء خالاته ، عندها سادت لحظة صمت غريبة عندي وعند أخواله وجده وخالاته ، تخللها رعشة من القشعريرة والاندهاش،  مما جعلنا كلنا نقف  ونصفق له بأيدينا و نركض عليه لنقبل رأسه وجبينه ووجنتيه .

هذا حسن ابن الشهيد ابراهيم حسونة،  لم يفطر على هذا الكلام وإنما تربى عليه من جده واعمامه واخواله الذين غذوا  عقله وقلبه ومشاعره  بمحبة الوطن كما كانوا يغذوه جسمانيا.

كم نحن بحاجة إلى مهرجانات وبرامج وقصص وحكايات تعزز الانتماء والولاء للوطن عند اطفالنا .

وكم نحن بحاجة لبرامج ومهرجانات يذكر  فيها أسماء الشهداء وقصصهم وتحمل بين ثناياها القيم والأخلاق وحب الوطن ، وليس مهرجانات فاضحة فاحشة مخسرة وممسخرة و تحمل بين جحورها كل أنواع العهر وقلة الحياء وتثير الفتن .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير