جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم د.. ضيف الله الحديثات
وجهت جلالة الملكة رانيا العبدالله نقدا لاذعا، للتصرفات والسلوكيات الخاطئة عند البعض، والمتمثلة في ترك القمامة والاكياس الفارغة على أرض غابة برقش في عجلون، وقالت كم غضبت وانا أشاهد هذه المناظر المزعجة خلال قيادتي للسيارة والتي هي غريبة علينا وليست من ديننا ولا ثقافتنا.
حديث الملكة لا يخلوا من العتب والغضب، لتراجع مستوى النظافة إلى هذا الحد، فالسلوكيات هذه ليست موجودة في برقش وحدها، إنما في أماكن كثيرة في المملكة، وعندما تطرق ام الحسين هذا الباب، يعني أنه يجب ان نبحث عن أصل المشكلة وطرق حلها، وكيف وصلنا لهذا الوضع؟! في الوقت الذي نحتفل فيه بدخولنا المئوية الثانية من عمر المملكة.
المجتمع الاردني غريبة عليه هذه التصرفات، ومنها ترك الأماكن العامة والغابات غير نظيفة بعد استخدامها، ولكن دعونا نعترف أن مجتمعنا تأثر كثيرا ببعض السلوكيات المرفوضة خلال العشر سنوات الأخيرة، نتيجة تزايد أعداد اللاجئين، بالإضافة لضعف الوازع الديني والأخلاقي عند البعض، وقلة التوعية والتثقيف.
الحلول ما تزال خجولة وتراوح مكانها أو غير مفعلة، من خلال اغلب مؤسسات الدولة، ونبدأ من المؤسسات الحكومية وعلى رأسها وزارة الثقافة، التي تخاذلت كثيرا في هذا الجانب، بتقديم وجبات ثقافية دسمة تحافظ على موروثنا الثقافي العربي الإسلامي وتعززه، وللأسف إن ما تقوم به الوزارة في هذا الجانب يندرج تحت "رفع العتب أو شوفيني يا بنت" والذي نتيجته صفر على الشمال.
التربية والتعليم عليها دور أيضا، من خلال تخصيص جزء كبير من مادة التربية الوطنية لهذا الأمر، لتحبيب وترغيب الطلبة بالنظافة بشكل عام وتذكيرهم بقول رسولنا الكريم النظافة من الايمان، اما دور العبادة المساجد والكنائس فلها مساهمات لا بأس بها في هذا الجانب، من خلال غرس القيم النبيلة والتصرفات الأخلاقية.
حملات النظافة التي لا يكاد يمر يوما دون ان نسمع عنها من خلال وسائل الإعلام، والتي يقوم عليها بعض المسؤولين هنا وهناك، فهي تندرج في إطار "Show" اي ارتداء الملابس الفسفورية والتي تخصص لحملات النظافة والتقاط الصور وإجراء المقابلات الصحفية، وتنتهي عند هذا الحد حيث لم يبحث في أصل المشكلة وطرق معالجتها للأسف.
حديث الملكة قاسي ومؤلم، يجب أن يحرك الماء الساكن في وزارتي الداخلية والبيئة بالإضافة للبلديات قبل غيرهم، من خلال تفعيل القوانين التي تضبط هذه السلوكيات، كما أن على مؤسسات المجتمع المدني اخذ دورها في التثقيف والتوعية والقيام بحملات نظافة حقيقية.