النسخة الكاملة

باصٌ سريــعٌ فـــلا تُعيقـــوه

هاله ابورصاع الحويطات

الخميس-2021-07-28
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - هالـة الحويطـات

 بعد ما يقارب العشر سنوات من العمل الدؤوب والتجهيزات اللازمة،انطلق باصنا السريع في جولةٍ تجريبيةٍ وسار في مساره كعروسٍ وسط الجموع الغفيرة فرِحة بيوم زفافها،وفرْحةِ عمرها،لتأتي يدٌ عابثة تدّعي مشاركتها الفرحة بإطلاق عيارات نارية أصابت البعض وقلبت الموازين،وهذا ما حصل للباص السريع في انطلاقته الأولى وليته لم ينطلق،أعقناه بعد أن انتظرناه طويلاً.
 
منذ سنوات والأطفال يتخذون مساره المخصص للّعب،فهم يدركون جيداً أنه مكان آمن لا تمر عبره المركبات الصغيرة،وعندما انطلق في مساره المخصص له،ابتعد الأطفال وبالرغم من ذلك،لم يستطع السير بسبب ازدحام المركباتِ!.
 
نتعجب اليوم من هكذا تناقض فينا،ألم يرَ هؤلاء الكبار كيف الصغار أدركوا أنه لم يعد مكانهم الآمن للعب!!! ، أفلا يستوعبون أنه ليس مخصصٌ لمركباتهم؟ام بِتنا خالِفْ تُعرَف؟لكن اليوم المصادر تقول إذا خالفت لن تُعرَف فقط، وإنما ستُخالف مخالفة مُشددة أيضاً.
 
هل بات على الدولة مراقبة صغائر الأمور كتلك،والانشغال بها عن الأكثر أهمية؟!
 
انتقدنا أمانة عمان الكبرى على تأَخُّر انطلاقة الباص السريع بما يكفي،ولم نرحم كوادرها من تعليقاتٍ ساخرة وتشبيهاتٍ بأمور مستحيلة نقرنها بالباص السريع قاصدين الحلم المستحيل،وعندما تحقق الحلم وصار حقيقة وجزءٌ لا يتجزأً من واقعنا اليومي،قام البعض بممارسة أخطاءٍ مؤسفةٍ أفسدت فرحتنا.
 
ما استفزنا الفيديو الساخر لإحدى السيدات وهي تتناول الموضوع أثناء قيادتها وتقوم بتصوير المشهد المؤسف ونحن الشعب المعروف لدى الجوار وغيره،بأنه شعب مثقف ويواكب العصر والتكنولوجيا ملتزم بقواعد السير وشاخصات المرور،ولم تراعي تلك السيدة أنها أساءت لنا عندما قامت بالتصوير - واثناء قيادتها - وعكست صورة سلبية جاءت متشعبة ومركبّة،وهي الانشغال عن القيادة بالهاتف المحمول وهذا تصرف غير حضاري ويخالف قواعد القيادة الآمِنة من جهة

ومن جهة أخرى الجانب السيء الذي أظهرته عن استخدام البعض لمسار الباص السريع والاستهزاء بما قاموا به من إعاقةٍ لسيره حيث سار ببطءٍ منقطع النظير وبمشهد يحرجنا ويؤسفنا رؤيته بعد طول انتظار بسبب الازدحام.... وبقهقهةِ استفزت القاصي والداني متناسيةً أنها نشرت الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي والتي ساعدت في نشره على نطاق واسع دون أدنى تفكير بالصورة التي عكستها لدى الغير معتقدة أنها تخلق البسمة على شفاه المشاهدين متناسية الحزن الذي طبعته على جبين كل غيور على الأردن وصورته أمام العالم.