دبلوماسية الاقتصاد وسياسة اللقاحات
الخميس-2021-07-18 09:51 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم د. أميرة يوسف مصطفى
انتقل العالم بعد سنة ونصف من المعاناة التي تسببت بها جائحة كورونا إلى صراع دولي في سوق ابتُكر كضرورة لكل المليارات الثمانية التي تقطن العالم، وإذا افترضنا أن الحاجة ماسة لتغطية سكان الكوكب البالغين فإن هناك حاجة لما يزيد عن 12 مليار لقاح تتوزع بين شركات أمريكية وأوروبية وروسية وصينية، ومن وجهة نظرية المؤامرة فهم المتهمون بانتشار الوباء، والأسواق المستهلكة للقاحات هي التي ليس لها ناقة ولا جمل في تصنيع الفيروس وبيع اللقاح، ومهما يكن من الأمر فإن العالم يتجه للتعافي مع حلول عام 2024م كما يأتي في تقارير منظمة الصحة العالمية والتقارير الأخرى بعد إشباع أسواق اللقاحات والمنصات المرافقة للمال الذي كان من المفترض أن يُصرف في مجالات تحسين مستويات التعليم والنمو والتطوير والقضاء على الفقر والبطالة في الدول المتوسطة الدخل والفقيرة.
لقد كان من المستحسن أخذ العبر بعد جائحة كورونا التي عصفت بالعالم في زمن تردي الأوضاع الاقتصادية والأخلاقية، حين خرجت شركات عابرة للقارات تحذر من وباء ما، وقد تمت الإشارة للوباء من قبل بعض المالكين لهذه الشركات.
ويتنافس اللقاحان سبوتنيك الروسي وسينوفارم الصيني على سوق شرق أوروبا حتى أن دولة كـ صربيا تقوم بتطعيم سكانها من كل اللقاحات وسينوفارم أكثرها. وفي كندا العام الماضي تم شراء لقاحات تفوق الحاجة الحالية لكندا جراء الخوف من سياسة ترامب القاضية حينها باحتمال منع بيع لقاح فايزر قبيل إغراق السوق الأمريكية. وعن الإمارات العربية المتحدة فتتبنى اللقاح الصيني وعمدت إلى بناء مصنع لإنتاجه وبيعه. وفي الشرق الأوسط تستورد معظم الدول اللقاح الأمريكي فايزر واللقاح البريطاني أكسفورد/ إسترازينيكا وهما الأكثر إقناعا للمستهلك، علما أن اللقاح الصيني واللقاح الهندي هما الأكثر انتشارا وديمومة.
إن انتشار الموجة الثالثة من الفيروس فيما عرف بـ»الفيروس المتحور» و»فايروس دلتا» قليل الأعراض تتطلب تطوير للقاحات المصنعة، وقد بدأت الشركات ذاتها بتطوير اللقاح ليناسب الفايروسات الجديدة ويحتمل أن تكون هناك جرعة ثالثة خلال العام الحالي والعام القادم لتفادي المزيد من الإغلاقات والمخاطر الاقتصادية.
وخلاصة القول أن هناك المليارات من الدولارات والكثير من المساعدات تقدم للدول المستهلكة مقابل تقديم المنتج الخاص بالقضاء على كورونا، وقد أظهرت المنظمات الدولية فاعلية اللقاحات بشكل عام في التخلص من الوباء بحلول عام 2025م، أن هناك دول ستتخلص من الوباء في نهاية العام الحالي وهي الدول التي كانت قادرة على إنتاج لقاح يحدد هويتها الصحية ويظهر قوتها التقنية.