التشخيص الخاطئ بالأردن

جفرا نيوز - بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .

...............

عندما تشعر بألم مستمر في جسمك  فإنك تضطر لأن تذهب للطبيب  ليعالجك ، فإذا ذهبت لطبيب غير مختص فلا يمكن له ان يعرف ماهية مرضك وبالتالي سوف تخسر وقتك وفلوسك وتزداد آلامك ، كما انه اذا ذهبت لطبيب مختص ولم يشخصك جيدا ولم يعرف سبب آلامك ،فإن الآم سوف تزيد وقد تظهر مضاعفات اخرى من أدوية لست بحاجة اليها . 

دائما التشخيص الخاطئء للحالة  بدون علاج لا ينفع ..وعلاج بدون تشخيص صحيح لا ينفع..

وهنا استذكر المرحوم العقيد الدكتور توفيق الحباشنه طبيب عيادة جامعة مؤتة عندما راجعه تلميذ عسكري متمارض ووصف حالته للدكتور توفيق بأنه  يستفرغ فما كان من الدكتور الا أن سأله  اذا كان عنده دوخة وبتشهون على الأكل ،فأجابة التلميذ المتمارض بالإيجاب ليعزز قناعة الدكتور أنه مريض ويحصل على استراحة مرضية ،  فما كان من المرحوم  إلا أن شخص حالته  بأنه حامل .

وتلميذ آخر  مريض فعلا كان قد  استخدم القهوة لعلاج الباسور الذي يعاني منه ، فقال له الدكتور توفيق عليه رحمة الله تعالى : ان هناك  طريق طويل أمامه فيه رزقه جيده  وهناك أيضا خبر سار على الطريق  وتمم علاجه وكأنه يقوم بقراءة فنجان  القهوة .

يوجد في هذه البلد امراض قانونية  ودستورية وإقتصادية وزراعية وإدارية  مزمنه تحتاج الى أطباء ذوي اختصاص ليشخصونها ويعطونها العلاج الصحيح ليريحوا الوطن من آلامه .

ولكننا للأسف فقدنا التشخيص وفقدنا العلاج والأهم من كل ذلك ان اطبائنا الآن الذين يريدون معالجة امراض الوطن هم مشعوذين دجالين كذابين يظهرون على انهم هم الرحيمون وهم المختصون بالعلاج ، ولكنهم بالحقيقة  هم الداء وهم المرض ، وعلاج الوطن لا يكون إلا بالتخلص منهم والقضاء عليهم  .

  ولهذا فإنني أخاف  ان نفقد الوطن ونقول في يوم من الأيام ؛