جفرا نيوز -
وجد باحثون أميركيون دليلا على أن وباء فيروس كورونا اجتاح شرق آسيا قبل نحو 20 ألف عام، وكان مدمرا بما يكفي لترك بصمة وراثية تطورية على الحمض النووي للأشخاص على قيد الحياة اليوم.
وقال الباحثون في دراسة جديدة نُشرت الخميس في مجلة "Current Biology"، إن المنطقة المذكورة ابتليت بفيروس كورونا القديم لسنوات عديدة.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن هذا الاكتشاف يعني أنه قد تكون لجائحة كوفيد-19 في الوقت الحالي تداعيات وخيمة إذا لم تتم السيطرة عليه قريبا من خلال التطعيم.
وقال عالم الأحياء في جامعة أريزونا الذي قاد الدراسة، ديفيد إينارد، إن نتائج الدراسة "يجب أن تثير قلقنا"، مضيفا أن "ما يحدث الآن قد يستمر لأجيال وأجيال".
قارن الدكتور إينارد وزملاؤه الحمض النووي لآلاف الأشخاص عبر 26 مجموعة سكانية مختلفة حول العالم، وبحثوا في مجموعة من الجينات المعروفة بأهميتها لفيروسات كورونا.
وجدت الدراسة أن 42 من هذه الجينات لها نسخة سائدة، إذ كانت تلك إشارة قوية على أن الناس في شرق آسيا تكيفوا مع فيروس كورونا قديم.
ولكن كل ما حدث في شرق آسيا بدا وكأنه اقتصر على تلك المنطقة، وفقا للباحث في جامعة أديلايد الأسترالية وأحد مؤلفي الدراسة ياسين سويلمي.
وقال سويلمي: "عندما قارناهم بالسكان في جميع أنحاء العالم، لم نتمكن من العثور على نفس الشيء".
حاول العلماء تقدير المدة الزمنية التي تكيف فيها سكان شرق آسيا مع فيروس كورونا، ووجدوا أن الجينات الـ 42 جميعها لديها نفس العدد من الطفرات.
وقدرت الدراسة أن كل هذه الجينات طورت طفراتها المضادة للفيروسات منذ ما بين 20 ألف و25 ألف سنة، وعلى مدى بضعة قرون.
ويرى العلماء، من داخل وخارج الدراسة، أن هذه النتائج يمكن أن تكون مهمة ومفيدة للباحثين العاملين في مجال اختراع أدوية مضادة لفايروس كورونا في المستقبل.
وتجاوز عدد الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا في أنحاء العالم مستوى أربعة ملايين حالة، حيث سجلت أعلى خمسة بلدان من حيث إجمالي عدد الوفيات، وهي الولايات المتحدة والبرازيل والهند وروسيا والمكسيك، نحو 50 في المئة من وفيات العالم.
وشهدت بيرو والمجر والبوسنة وجمهورية التشيك وجبل طارق أعلى معدلات وفاة بالنسبة لعدد السكان.