جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب: محمد داودية
تخيلوها ذات لون واحد ليس فيه اتجاهان وليس فيه ذهاب واياب. وليس فيه قادم ومغادر. موت وميلاد. مهد ولحد !!
تخيلوا ان ينجح مختطفو المعارضة في الجنوح بها الى الافتراء والتشويه والتشويش، فتتخلى عن دورها الوطني الجليل لتصبح نوّاحة ردّاحة في قبضة "نجوم” السوشيال ميديا !!
يحاول المحرضون تصدر المشهد وإحلال المعاضضة محل المعارضة.
وإحلال المصالح الخاصة والبحث عن النجومية محل المصالح الوطنية الملحة.
تخيلوا ان يحاول "الهيلمجية” وفقراء الأخلاق والوطنية، لعب دور المعارضة حيث يبثون ضحالتهم وغثاءهم ويسطّحون المعارضة ويتنزلون بها الى الدرك الأسفل، ويدفعون الى الخلف مناضلي المعارضة الوازنين المحترمين الشجعان !!
لقد انحدر الهدامون بالوعي الوطني العام، فحل اللمّاعُ محل الذهب. و حلّ الدخيلُ محل الأصيل.
بعض الناس لا يعرفون المعارضين المناضلين الشرفاء الصادقين، لكنهم يعرفون حفنة من بتوع الفيديوات واللايف والسوشيال ميديا، يتابعونها بانتظام، لأن ذوقهم قد انعطب وانشطب.
ومن هؤلاء وزراء سابقون وجنرالات متقاعدون ومدراء وامناء عامون. لا يكتفون بمتابعة الرداءة والفحش والدونية، بل يعممون الإنحطاط والسفه.
تخيلوا الحياة بلا تكاملها وبلا توازنها. تخيلوها بلا رجل وامرأة، أي خنثى لا ذكر ولا أنثى.
تخيلوا حياتنا على نسقٍ واحد. بلا خير ولا شر. بلا حَرّ و لا قر. بلا مرض ولا ترياق.
تخيلوها بلا هذه الثنائية الساحرة التي في حياتنا وفي الطبيعة وفي الكائنات كلها.
تخيلوا سِحرَ و سِرّ تعاقب فصول العام وتغيراته وانقلاباته، التي تحمل بذورَ التلقيح وبشائر الخصب وصرخة الميلاد وفرحَ الألوان.
تخيلوا حياتَنا وليس فيها من كل زوجين اثنين. قال تعالى: "قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ”.
لن اتخيل وطننا الحبيب بلا معارضة وطنية راشدة تسهم في تطوير الحياة ومراقبة الأداء وكشف الأخطاء.
واعتز انني من قال عام 2004 وآمن بأنّ "المعارضة ضرورة وليست ضررا”.
إنها نعمةُ الله الكبرى، أنّ الواحدية له فقط. وان ما عدا ذلك يحمل الثنائية المصممة لجعل الحياة جميلة وممكنة.