جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب:ابراهيم البدور
لم يتخيل أي اردني أن يسمع كلام موجه من نائب في البرلمان-ولا حتى غير البرلمان - يعترف فيه بأنه كان يريد اغتيال مليكه ،فلا العقل ولا المنطقي ولا أي عرف ديني أو عشائري يسمح بذلك .
نظام الحكم في الاردن متسامح ،لم يسجل عليه انه سفك دم أحد ولا قام بقتل مواطنيه على رأي سياسي او معارضه ،بل كان يتقبل رأي الجميع ويصفح ،وكثير من المعارضين احتواهم وأعطاهم ادوار في ادارة الدولة .
لكن الذي شاهدناه جميعاً في تسجيلات فيديو لنائب مفصول خالفت كل منطق تربى عليه الاردنيون منذ نشأة الدوله قبل 100 عام ،فأنا على يقين ان كل ما شاهد الفيديو اعاده عدة مرات لكي يتأكد ان الذي سمعه صحيح ،وان العبارات التي نطقها النائب المفصول صدرت منه ..!!
الدولة الاردنية- كانت ولا زالت -تتميز بنسيجها المتماسك الذي تكون من تعاون بين النظام الهاشمي و العشائر التي بايعت ألملك عبدالله المؤسس وذلك بدايه في 1921 ،فعلى ذلك بُنيت الدولة ورُفعت اركانها وتربى اولادها ،وأصبحت الاردن بعد 100 عام دولة متماسكه يحكمها القانون و يسودها التماسك العشائري المنتمي للنظام .
الاردن منذ نشأته كان للجميع ؛فلم يفرق بين مواطن ولاجئ ،ولا بين مواطن وضيف -ساقته ظروف بلاده الدمويه- .فأستوعب الجميع واعطى الامان لكل محتاج ووفر فرص العيش الكريم لكل سائل .
وأستوعب جميع التيارات السياسية ؛فسمح للتيارات -والتي كانت محاربه وممنوعه في دول اخرى -بالعمل و تكوين قواعد ،لا بل دفع في لحظات تاريخية ضريبة عالية على ايوائهم .
النظام الاردني أستوعب المعارضة بكافه اطيافها و اعطاها مساحات للحركة ،فلم يقمعها ولم يضعها بالسجون وكانت في اوقات مُمثلة في الحكومات المتعاقبة ،ولكن عندما يحتاجها الوطن يجب ان تكون في صفه و لا تزاود عليه شعبياً او خارجياً .
الدولة الان بحاجه لجميع الذين احتضنهم (مولاه ومعارضة) ،فهي تشهد حرب اقتصادية و سياسية مبرمجة و منظمة تهدف الى خلخلة نسيجها و تفتيت اركانها ،المطلوب منا جميعاً الوقوف خلفها وحمايتها لأنها الحصن الذي يضلنا ويحمينا ،فإذا خسرناه لن نجد الا المخيمات في دول الجوار تؤوينا .
الاردن كان و لا زال قوي و ثابت ،يدافع عن قضايا الامة وعلى رأسها القضية الفلسطينة التي هي اولى اولوياته ولن يسمح بأن يستغل اي شخص او مجموعة المزاودة عليه ،فالمواقف ثابته والتاريخ يشهد ،ونقول للجميع في -الداخل والخارج- ان الاردن باقي وسيبقى بإذن الله صخرة تتكسر عليها كل المؤامرات التي تريد النيل منه ومن شعبه ومن قيادته .
ابراهيم البدور