جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب ابراهيم عبدالمجيد القيسي
أحد الوزراء الأمينين، قد يرفض المضي في توقيع معاملات لتحصيل او استلام قرض دولي بقيمة ١٠٠ مليون دينار، والسبب عدم قناعته بجدوى هذا القرض، ولا أثر له في مجال وزارته التي يدير شؤونها.. ولن أذكر اسمه او اتحدث تفصيلا عن موقفه الوطني المسؤول الشريف، إلا بعد أن يتم الأمر رسميا، لكن دعونا نتحدث عمن يورطوننا في مزيد من الديون وما هي غايتهم..
حدثني أحد الأردنيين عن شخص من أقاربه، تمكن من اقناع كثيرين من العائلة بأن يبيعوا حصصهم في قطع من الأراضي، وقال بأن قريبه يجهد نفسه ليلا نهارا بالتواصل مع الناس (يدلل) على أراضي الآخرين، الى درجة أنه قد ينفق مالا من جيبه، على الولائم وحفلات التعارف بين (الشاري والبياعين)!..وقد نجح في (تبييع) كثيرين من أقاربه ما يملكون من أرض، والهدف من ذلك الجهد هو (الكوميشين..2% من سعر الأرض)!، لكن النتائج مؤسفة حين يصبح عيال عمه.. (لا وراهم ولا قدامهم، بعد أن باعوا ارضهم).
ما يحدث على صعيد جلب قروض دولية للبلدان النامية وغيرها، لا يختلف كثيرا عن قصة ذلك الرجل مع أقاربه، حين يقنعهم ببيع اراضيهم، ليظفر بدراهم من (كوميشين)، فهناك جهات فيها موظفون يقدمون افكارا واستشارات ودراسات واقتراحات تقنع الفرق الاقتصادية الرسمية بتقديم هذه الدراسات والأفكار للحكومات، ليقترضوا مالا دوليا، من أجل تطبيق افكارهم التي لا تختلف أهدافها النهائية عن أهداف ذلك الرجل (تبع ال2%).
لا أعمم، حين أقول أن ممثلي بعض الجهات التي لها علاقة بالمال الخاص بالقروض والمنح الدولية، هم في الحقيقة (كومسيونجية) بل لصوص يرتدون (ربطات عنق)، فهم وحين ينتشرون في بلاد ما فاقرأ على أصولها السلام، لأن ممثلي تلك الجهات، يتم استقبالهم بترحيب كبير، ويجدون أبواب المسؤولين مشرعة أمامهم، والجلسات (سرّية)، فيها (كلام انجليزي) و(داتا شو)..وهات يا بريزنتيشن واقلب شاشات، فمستشارو الوزير أو المسؤول عن تلك المؤسسة جاهزون، يسجلون الملاحظات، ويلتقطون بعض (كلمات ومصطلحات انجليزية)، ويعبرون عن كل الإعجاب البليد بما تضمنه ال(بريزنتيشن).. وفي النهاية، يوافق المسؤول على تبني المشروع الغريب، وتباشر الحكومة في تقديم طلبات القرض الدولي حسب الأصول.
اعتقد بأن خدمة الدين العام قد تجاوزت ١٠٠%، وكل الديون الجديدة هي جريمة بحق الناس، حتى لو كانت من أجل مشاريع بناءة، فكيف سيكون وصفها لو لم تكن بناءة أصلا، وأن القرض وفكرته وكل (التعاليل) التي سبقته، كانت مجرد خطة ملعوبة ألف مرة، ليقوم أحد اللصوص بوضع مبلغ مالي في جيبه (كوميشين)، باعتباره رزقا أمنه بممارسة عمل شريف، بينما البلدان تغرق وتنهار، وشعوبها تجوع، وتفسد سلطاتها السياسية وغيرها وتسقط منظوماتها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية..!.
لماذا يستمر الاقتراض ورفع المديونية؟!..سؤال إجابته تكمن في التمني والدعاء: قاتل الله الكوميشين وزلامه.
اللهم ارزقنا وزراء ومسؤولي وطن يعتبرونه كبيوتهم وسمعته وكرامته من سمعتهم وكرامتهم.