النسخة الكاملة

بلنكن بين البقرة الحمراء والكرت الاحمر

د. حازم قشوع

الخميس-2021-05-25 09:53 pm
جفرا نيوز -
اذا اثبت المختبرات الجينية التي تقوم بفحص جينات البقرة الحمراء التب ولدت القدس مؤخرا انها ذاتها البقرة المزعومة فان اليهود سيشرعون بهدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل الثالث طبقا للرواية التاريخية التوراتية التي ذكرت ذلك بروايتها فبعد الهيكل الاول الذي ذبحت فيه البقرة الحمراء الاولى في حينها تم تشييد الهيكل الاول حيث تم خلط دمائها فى الماء للغسول والتكفير عن الذنوب وبعد ذلك كان تم بناء الهيكل الثاني والذي كانت فيه ثمان بقرات وستكون البقرة العاشرة هي دلالة اعمار الهيكل الثالث على ان يتم ذبح هذه البقرة على اعتاب الهيكل الثالث بعد بنائه حيث تكفر ذنوب اليهود سيئاتهم وتدخل البشرية في مرحلة الخلاص.

وهو ما يعتقد فى بعض الروايات اليهودية كما يقول بعضهم فإن صحت هذا الرواية فذلك قد يفسر لنا لماذا تقوم (اسرائيل اليمين) بهذه الافعال وما الذي ترنوا اليه (اسرائيل اليمين) جراء دوامات الاقصاء والعنف التي تفتعلها في القدس والضفة وغزة كما في الداخل الاسرائيلي فالموضوع بان انه مرتبط بمسألة عقائدية اساسها يقوم على علامات وتنبؤات كهنوتيه تقوم على الاستدلال بالعلامات الفارقة وبالاشارات المذكورة الامر يفسر تفسيرا ضمنيا مجريات الاحداث وظروف تغيير المناخ العام في اسرائيل والذي اخذ يكون متطرف ومتطرف شديد وكما ان ذلك ايضا قد يعلل بعض الاجابة السياسية عن مجريات الاحداث المصطنعة التي تقوم بها (اسرائيل اليمين) عبر سياسات الاقصاء وبرامج الترحيل الاثني من اسرائيل التوراتية حيث يتم ترحيل الاديان الاسلامية والمسيحية من ارض القدس ومضايقة اصحاب الارض في داخل اسرائيل حتى يتم اصطفاء اليهود في ارض الميعاد لغسل ذنوبهم واقامة هيكلهم المزعوم للمرة الثالثة على انقاض الحرم القدسي وكنيسة القيامة.
 
والسؤال الذي يستوجب سؤاله هنا، هل فقد بيت القرار في تل ابيب عقله وبات يسير وفق رؤية ايدولوجية متطرفة تقبع ما بين تيار الارغون المتطرف وتيار الشتسرى المتخندق وهل بات بيت القرار في تل ابيب تسيره الاقصائية الاثنية المنغلقة وباتت سياساته تستند لهذه التنبؤات التي تشكل للبعض منهم مسار حياة او نهج معتقد وهو سؤال لا بد اولا من الاجابة عليه حتى نعلم على ماذا يبحث بيت القرار الاسرائيلي فهل يبحث عن وجود طبيعي في المنطقة او انه يسعى لفرض استبداده على المنطقة ومجتمعها واذا كان الامر كذلك اذن، يتم التفاوض وعن اي سلام يتحدث بيت القرار الاسرائيلي وهي مسائل غاية بالخطورة وبحاجة الى توضيح وتفسير وايضاح ليس من تل ابيب بل من واشنطن وبيت القرار فيها.

ووفق هذا المعطى فإن مناخات الامن والاستقرار في المنطقة سترتهن لصالح هذه الفرضية بايدولوجيتها التي يتنبأ بحدوثها البعض وكما يتوقع تسقط بظلالها على التشكيلة الحكومية القادمة التي يبدوا انها ستكون يمينية ومتطرفة وربما تقوم برسم معظم سياساتها استنادا لهذه التنبؤات سيكون من الصعوبة عندها الوصول مع حكومة يمينية تؤمن بهذه التنبؤات الكهنوتيه وعقلية القلعة وتقوم على ايدولوجية اثنية اقصائية الى توافق يمكن البناء عليه في ايجاد ارضية عمل سلمية قادرة على اخراج نتائج تسهم فى تحقيق اجواء من السلام تنعم بها المنطقة وشعوبها.

فدخول المنطقة في مسارات ايدولوجية وليس برغماتية سيجعل من عامل المرونة عامل غير فاعل وهذا ما سيشكل بيئة طاردة وغير موصلة الى حل منصف يقبله الجميع ويصونه فان الحل السياسي بحاجة الى مرونة قادرة على بلورة حالة وانشاء تكوين سياسي مقبول وهذا غير موجود في مربع بيت القرار الاسرائيلي كما ان بيئته غير متوفرة فاذا لم يحسن بيت القرار في تل ابيب قراءة الرسالة من وراء الانتفاضة الفلسطينية الاخيرة ومضمونها فان بيت القرار الاسرائيلي يخطئ بالتقدير فان ما حدث في فلسطين التاريخية وبعيدا عن تفاصيله يحمل رسالة واضحة مفادها يقول ان التطرف غير مقبول وانه من الواجب على اسرائيل تقليم قياداتها وتهذيب سياساتها فان الطرف المقابل سيفعل ذات الامر ولربما بقوة اكبر ان بقي بيت القرار الاسرائيلي يصر على ذات التوجه.

فان المشهد يجب ان يقرأ من "باب البطاقة حمراء وليس بقراءة رؤية بقرة حمراء"، وهذا ما يجب على بيت القرار اداركه قبل ما سيصعب عليه استدراكه اذا ما تم شرعنة الطرف المقابل في المواجهة فإن المنطقه ستكون امام صراع ايدلوجي وليس امام تصالح برغماتي وهو من المحظورات المرفوضة شكلا في بيت القرار الاممي.

فهل ستكون جولة بلنكن بالمنطقة منحازة الى رؤية البقرة الحمراء ام تراها ستشرع برفع الكرت الاحمر ضد قوى التطرف ومناخاتها المتصاعدة ولعل هذا ما ستجيب عنه رؤية الادارة الامريكية في حل الصراع في اولى زيارة دبلوماسية امريكية بحلتها الجديدة للمنطقة تجاه حل الدولتين وتجاه الحقوق المشروعة وتجاه ما تؤمن به الادارة الديموقراطية من قيم تمثلها الحرية والمساواة والمواطنة وهو ما يعد اول اختبار حقيقي لترسيم ما وعد بترسيمه الرئيس بايدن تجاه الانتصار لصوت العدالة على حساب الغطرسة وتغليب مناخات السلم عن مناخات الغلو والتطرف وهذا ما ننطلع اليه وما نأمل بتجسيده في الواقع.





© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير