النسخة الكاملة

"وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ".. "المخابرات العامة".. والاستقلال

الخميس-2021-05-24 12:10 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- محمود كريشان

نستلهم يوم 25 ايار من كل عام المعاني الكثيرة ليوم الاستقلال التاريخي، ليؤكد الشعب الأردني الواحد، تصميمه على صون حريته واستقلاله ومواصلة مسيرة النهضة والبناء والنماء بكل معانيها الشامخة وأبعادها المشرقة، لأنهم يعلمون علم اليقين، ان الهاشميين حملوا آمالنا وطموحاتنا القومية منذ إعلان الثورة فأسسوا الأردن وحققوا له الاستقلال وبنوا له هذا الجيش العربي وريث الثورة العربية الكبرى الذي حمل منذ نشأته رسالة قومية لم تحدها حدود جغرافية، لأنها لكل العرب، وهكذا كانت بدايات هذا الجيش مع تأسيس الإمارة، واستمر يكبر وتكبر معه الطموحات والأماني ويزداد عدداً وعدة ويواجه كل التحديات ليبقى هذا البلد صامداً قوياً عصيّا على كل الحاقدين.

وبالطبع.. فإنه ومع وجود الجيش العربي المصطفوي القوي، تأسست دائرة المخابرات العامة بموجب القانون رقم (24) لعام 1964، وحدد القانون واجبات ومهام المخابرات العامة ، بحماية الأمن الداخلي والخارجي للمملكة الأردنية الهاشمية من خلال القيام بالعمليات الاستخبارية اللازمة لذلك.     

وتنطلق المخابرات العامة في عملها من إدراك عميق لمفهوم الأمن الوطني الشامل بأبعاده المختلفة، سياسيا، اقتصاديا، إداريا، اجتماعيا وثقافيا، وهدفها ووسيلتها المواطن الأردني، وبحيث تشمل منظومة الأمن الوطني الأردني كافة مؤسسات الدولة والمجتمع، في إطار تكاملي بين كافة المؤسسات، وتراعي الثوابت والمصالح الوطنية وتطلعاتنا واحتياجاتنا المستقبلية .

 ومن هذا المنطلق تأسست المخابرات كراعية وحامية للأمن الوطني الذي يعتمد على منعة المجتمع وتعزيز عوامل قوته الذاتية وحماية الوطن وضمان أمن الشعب الأردني، وحريته، وتوفير مقومات الحياة الكريمة للمواطن، بالاضافة الى الاستناد إلى ارث وطني عريق ترسخ في النهج والتقاليد التي كرستها القيادة الهاشمية من قيم العدالة والتسامح السياسي والوسطية، منطلقة من القيم المجتمعية الأردنية النبيلة، الثوابت العربية والإسلامية، والمواثيق الدولية ذات الصلة.

 ونظرا لكون الأمن والاستقرار حاضنة التنمية الشاملة، والضمانة الأكيدة لتعزيز الحرية والنماء والحياة الكريمة للمواطن الأردني في ظل مبدأ سيادة القانون والاحتكام إليه، وترسيخ قواعد العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، وصولا إلى تجسيد مفاهيم المواطنة الصالحة على قاعدة متوازنة من الحقوق والواجبات، وبما يكفل تعزيز منعة المجتمع الأردني وتحصينه وتعميق الانتماء الوطني والاعتزاز به، كانت دائرة المخابرات ولا تزال تحرس وتحمي منجزات الاستقلال.

ولأن الأردن، ومنذ وقت مبكر، تعرض لمحاولات المساس بأمنه الوطني، ارتباطاً بمواقفه السياسية التي اتسمت بالحكمة والتعقل وبعد النظر والوسطية والاعتدال، بالاضافة لكون أجهزته الأمنية قد أثبتت نجاحا باهرا في محاربة الارهاب وتجفيف منابعه أينما تواجدت خفافيش الظلام في هذا الكون الواسع.

وقد عانى الاردن كثيرا من الارهاب وقدم تضحيات جساما جراء الارهاب الآثم الذي استهدف وطننا وسفاراتنا وبعثاتنا في الخارج، ومن ضمن ذلك الاستهدافات الاجرامية التي كان يتعرض لها الاردن ولكن دوما تكون سواعد رجال المخابرات القوية بالمرصاد لكل من يضمر السوء لهذا البلد الآمن الآمين.

ولا شك ان عزيمة رجال المخابرات العامة تزداد دوما في محاربة المخططات المتواصلة تجاه أمننا الوطني، والتي يتم تقويض معظمها في مهدها، ولن يثنيهم عن مواصلة جهودهم لملاحقة كل من تسول له نفسه العبث بأمن ومقدرات الوطن والعمل بجهد متواصل لتجنيب وطننا أخطار الارهاب وأضراره وتعريض أمنه للخطر.

وقد نجحت دائرة المخابرات في إطار جهودها الجبارة في مكافحة الارهاب ودرء المخاطر عن الوطن والانسانية في إحباط وضرب العديد من الخلايا الارهابية، التي خطط بعضها لتنفيذ عمليات في الاردن، والبعض الاخر عبر الاردن، كما تم احباط معظم العمليات العسكرية التي خططت لها هذه الخلايا في مراحلها الاولية، بالاضافة الى الاف العمليات الاستخبارية الناجحة و"غير المعلنة" والتي اسفرت عن تفكيك مئات الخلايا الارهابية والقبض على خفافيش الظلام قبل ان ينفذوا مخططاتهم الاجرامية.

كما تتعامل الدائرة القوية الوطنية، مع محاولات لتهريب العناصر الارهابية والاسلحة باتجاه الاردن من مناطق مجاورة حيث تمكنت الدائرة من ضبط العديد من الخلايا الارهابية القادمة من سوريا، ويتم تحويل جميع المتورطين فيها للقضاء، هذا مع التأكيد الدائم بموقف الاردن الملتزم بمكافحة الارهاب، وعدم السماح او التغاضي عن استخدام أراضيه منطلقا لأي نشاطات إرهابية.

مجمل القول: في عهد المخابرات العامة توصل الوطن لقناعة خالدة انه وربما تتمكن خفافيش الظلام وقطعان الارهاب من الاختباء في جحورهم لفترات من الزمن وربما يساهمون في الفوضى والأزمات الأمنية والسياسية في دول المنطقة، ولكن لا مهرب للمجرمين في تلك التنظيمات الاجرامية وغيرها من التنظيمات الإرهابية من يد العدالة الأردنية والتي ستجلب جميع هؤلاء المجرمين والقتلة إلى مصيرهم المحتوم وهو السجن والبقاء بعيدا عن المجتمع الأردني ليأمن شرهم، ذلك نظرا لكون الأردن لا يسكت وسيبقى نشامى المخابرات العامة يطاردون كل من تسبب بآلام ووجع الأردنيين، كي يدفعوا ثمن جرائمهم الوحشية.

وهنا.. فإن إستهداف الاردن من قبل الحاقدين المتربصين بهذا البلد المين، يدعونا لاستلهام غايات نبيلة لإذكاء التعبئة الشاملة وزرع روح المواطنة ومد يد التعاون مع اجهزتنا الأمنية وعلى رأسها أبناء جهاز المخابرات العامة الأشاوس وان نمضي نحو آفاق أرحب ومستقبل أرغد خدمة لقضايا الأمة والوطن وإعلاء صروحه وصيانة وحدته والحفاظ على هويته ومقوماته وحماية أمن مواطنيه وتعزيز نهضته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في ظل قائد المسيرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حماه الله.

Kreshan35@yahoo.com
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير