جفرا نيوز -
جفرا نيوز - مهدي مبارك عبد الله
بعد تصعيد الاجرام والارهاب الاسرائيلي المنظم مساء يوم الجمعة الماضي في القدس المحتلة اندلعت مواجهات عنيفة بعد انتهاء صلاة المغرب في باحات المسجد الأقصى المبارك اصيب فيها نحو 205 فلسطيني معظم اصاباتهم في الوجه والعين والصدر والأجزاء العليا والسفلى من الجسم جراء الرصاص المعدني المغلف بالمطاط ( إحدى الإصابات لشاب عدي اسمه عدنان غيث وهو نجل محافظ القدس حيث تعرض لكسر في الجمجمة اجريت له عملية جراحية عاجلة فيما أصيب 5 أشخاص بالرصاص المطاطي في أعينهم وصفت إصاباتهم بالخطيرة )
وقد تعرض العشرات من المواطنين للاختناق والجروح المتفاوتة إثر الهجمة الشرسة من قبل قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي قامت باقتحام واستباحت حرمة المسجد الاقصى ( 200 عنصر ) والاعتداء على المصلين رجالاً ونساء واجبارهم بالقوة والممارسات الوحشية على مغادرة المكان ومن ثم اغلاق المصلى القبلي داخل المسجد الأقصى المبارك بالسلاسل الحديدية وقد سبق ذلك الاقتحام دخول قوات الاحتلال غرفة الأذان وقطع أسلاك السماعات لمنع ادارة الاوقاف الاسلامية من التواصل مع المصلين كما اعتدى الجنود ورجال الشرطة على الصحفيين لمنع نقل الوقائع والأحداث ما أدى إلى إصابة الصحفيين فايز أبو ارميلة وعطا عويسات بجروح كبيرة ومؤثر
كما طالت اعمال الاعتقال والقمع المقدسيين المنتفضين والمعتصمين في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة للمطالبة بمنع اخلاء عائلات فلسطينية من منازلها وتسليمها لجمعيات استيطانية كما اعتدى مستوطنون هائجين على مشاركين في افطار جماعي في الحي نفسه وقد صاحب تلك الخروقات أطلاق قنابل الغاز السام والقنابل الصوت القاتلة أحيانا صوب المواطنين للسيطرة عليهم وترويعهم في سلوك همجي وبربري وغير اخلاقي لقوات الجيش والشرطة اعتاد عليه المقدسيون بشموخ وصمود وثبات وهم يدافعون عن حقوقهم و مدينتهم و يؤكدون ( سيادتها ) الفلسطينية المسلوبة والمغتصبة امام ( عدو غادر ومجرم لا يفهم إلا لغة الحراب والنار ) وسيتحمل اثمان حماقاته وارهابه
يا أمة العب والمسلمين أقصاكم اليوم في خطر محدق ليس كسابقه من أي وقت مضى فلقد أصبحت دولة بني صهيون في مراحلها الأخيرة من إحكام السيطرة على القدس ومحيطها ولا زالت التنظيمات الصهيونية السرية وقطعان المستوطنين يعملون على مدار الساعة من أجل تهويد المدينة وتهجير أهلها وهدم مسجدها لبناء الهيكل المزعوم وإقامة مذبح قربان صغير وكنيس في قلب الحرم القدسي الشريف
المواجهات لن تهدأ بسهولة في مقبل الايام وهي مرشحة للتصاعد والمزيد خاصة بعد أغلاق قوات الاحتلال بابي العامود والسلسلة وطريق الواد في القدس القديمة ومنعها الأهالي من الدخول إلى المسجد الأقصى لإقامة صلاة العشاء والتراويح فضلا عن التداعيات المتوقعة للمسيرة التي ستقوم بها ( منظمات الهيكل المزعوم ) تحت حراسة الجيش الاسرائيلي صباح يوم الاثنين 28 رمضان بمناسبة ذكرى ضم القدس عام 1967 والمتوقع أن يشارك فيها نحو 30 ألف مستوطن كخطورة استفزازية لاقتحام الاقصى وأثارة مشاعر وغضب الفلسطينيين دون التفكير العملي بأن شرارة انتفاضة الأقصى عام 2000 كانت بسبب اقتحام زعيم حزب الليكود المعارض في حينه أرئيل شارون وبعض قطعان المستوطنين للمسجد الأقصى وبذات اسلوب النزق والغطرسة والهمجية ( الصهاينة جاوزوا المدى وليس للظلم والعدوان منتهى )
كم مرة تجرأ ابنا القردة والخنازير على دخول الحرم القدسي لمطاردة الشبان واعتقالهم من صحنه دون رادع أو تفكير أو خوف والعالم الان أمام يقظة ومؤامرة صهيونية متنامية اتجاه الأقصى الشريف لتدميره في غفلة من العرب والمسلمين حيث زال المستوطنون اليهود يتوافدون إلى حياضه المباركة ليثبتوا حقهم في هذا المكان وأمة ( لا اله إلا الله محمدا رسول الله ) يغشاها النعاس وتغط في سبات عميق لا سامع ولا مجيب لصيحات الخوف والغوث والتحذير إلا من عزم وفداء ومقاومة لفتية صغار ونساء عاجزات وشيوخ في عمر الوهن يقاومون بالحجارة ويرفعون أكف الضراعة إلى الله يرددون صبح مساء ومع كل هجمة ومؤامرة يا عرب ويا مسلمين للبيت رب يحميه
اسرائيل تعلم جِيدا انه لن يرهب أبناء الشعب الفلسطيني المقاوم مسلسل المجازر وجرائم الاغتيالات والإعدامات والقتل العمد اليومي في الشوارع التي تنتهجها بحقهم والتي كان اخرها إطلاق النار بشكل مباشر على الشبان الثلاثة عند حاجز سالم العسكري بمدينة جنين شمال الضفة الفلسطينية والتي قتل فيها اثنان واصيب الثالث فضلا عن استمرار سياسات التهجير والتهويد وفرض الحصار والعدوان على قطاع غزة وبما يعزز ويفجر روح الانتقام والتمرد والثورة التي يتوارثها الفلسطينيون جيل بعد جيل في مواجهة عدوان الاحتلال ومخططاته ومشاريعه العدوانية التي تستهدف حقوقهم ووجودهم وستبقى الإرادة الشعبية الناهضة في الضفة والقدس المحتلة التي يسعى الاحتلال لتقويضها في المقدمة عنوان متوقد للصمود والتحدي والتضحيات ولن يتركوا القدس وحيدة وهم يعيشون حالة تأهب وطني وثوري في ظل مهازل ( التنسيق الأمني والتبعية الاقتصادية وقيود اتفاق أوسلو وبروتوكول باريس )
على الجماهير الفلسطينية الثائرة تجاوز حالة الشلل التي تعيشها قيادتها والانخراط دون تردد في الحراك الشعبي العفوي الجاري ومحاولة تنظيمه وقيادته وتوجيهه نحو هبة وانتفاضة واسعة ( مقاومة شعبية سلمية ) وتنتهي بعصيان وطني يعيد بناء العلاقة مع دولة اسرائيل باعتبارها دولة احتلال كولونيالي ودولة ابارتهايد وتمييز عنصري وتطهير عرقي تشارك فيها جميع طبقات الشعب وفئاته الاجتماعية الوطنية في كل أرجاء فلسطين المغتصبة من اجل حماية القدس والأقصى من ممارسات النظام الصهيوني الدموي الذي يستقوي على الشعب الفلسطيني دون انتظار اي ببيات انشائية خجولة وعاجزة وغير مجدية تصدر عن دول الاتحاد الاوروبي ومؤسسات الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي واليونيسكو وبعض الدول العربية والإسلامية ناهيك عن تخاذل مجلس الأمن الدولي والصمت الأميركي المعيب على هذه الجرائم الانسانية البشعة والمتكرر
الانتفاضة الشعبية المطلوبة ( رغم عدم وجود اسناد رسمي لها من قبل السلطة ) هي التي ستمهد الظريف لفرض حالة ( العصيان الوطني ) كما انها وحدها الرافعة الحقيقية لسياسة اشتباك وطني مجدية تدفع سلطات الاحتلال الى مراجعة حساباتها وتدعو المجتمع الدولي للخروج من حالة العجز ومغادرة سياسة ازواجية المعايير والانتقال الى سياسة تقوم على فرض عقوبات على دولة الاحتلال التي تتصرف كدولة استثنائية فوق القانون تدير ظهرها للقرارات الدولية والقانون الدولي والشرعية الدولية ، من أجل دفعها الى مغادرة الاوهام والأساطير والخرافات وأقوال العرافين لفرض شرعيتها بالقوة والكف عن التصرف كما يتصرف اللصوص وقطاع الطرق وعصابات الجريم
امام كل ما يجري في القدس وسواها لم يعد مفهوماً ولا مقبولا عدم تحمل السلطة الفلسطينية مسؤولياتها الكاملة في الدفاع عن ارضها وحماية شعبها وكفها عن استمرار استجداء التوسل والضغط والتدخلات الدولية في الوقت الذي ما زالت فيه تعطيل عناصر القوة الفلسطينية وفي المقدمة منها وقف التنسيق الأمني وقطع العلاقات والاتصالات مع دولة الاحتلال وضرورة توفير الحماية الميدانية للمواطنين والانخراط في سياسة المجابهة الشاملة عملاً بقرارات الإجماع الوطني بتوفير الحماية الميدانية لأبناء الشعب الفلسطيني على يد الأجهزة الأمنية الوطنية وتفعيل سلاح المقاطعة الشاملة ووقف كافة أشكال الاتصالات والعلاقات مع سلطات الاحتلال وتقديم ملف العدوان بمختلف أشكاله إلى محكمة الجنايات الدولية باعتبارها جرائم حرب والالتزام بتشكيل قيادة وطنية موحدة للمقاومة الشعبية لخوض غمار المواجهة الميدانية الشاملة كما رسمتها قرارات الإجماع الوطني
واخيرا وجوب مغادرة السلطة مربع الرهانات الفاشلة والتوقف عن سياسة الإدانة اللفظية ولغة الاستجداء المذلة بديلاً عن المجابهة الميدانية الشاملة وإطلاق يد العنان للمقاومة في الضفة الفلسطينية لمواجهة الاحتلال وترك الانهزام والتخاذل
وفي المقابل ومع تزايد الاجرام والارهاب الاسرائيلي على كافة فصائل المقاومة الفلسطينية اعلان حالة الاستنفار القصوى في صفوف مقاتليها وتهيئة فوهات البنادق وراجمات الصواريخ وتحديد ساعة الصفر التي اوشكت على الاقتراب بعد نفاذ الصبر وعدم قبول الصمت وهي تتابع عن كثب كافة مجريات الوقائع والأحداث الجارية في مدينة القدس المحتلة والاعتداءات اليومية على المقدسيين وانها لن نسمح باستمرار استباحة دماء أبناء الوطن ومقدساته خاصة وان الاحتلال يعرف جيدا قدرات وإمكانيات المقاومة التي سنحول حياته وحياه مستوطنيه إلى جحيم لايطاق ولهذا على قادة الاحتلال من جديد أن يعيدوا حساباتهم والتوقف عن استمرار اللعب بالنار لأن دماء الشهداء لن تذهب هدراً وأن الشعب الفلسطيني ما زال مصمماً على مواصلة نضاله ومقاومته بكافة الأشكال ضد الاحتلال حتى كنسه والفوز بالحرية والعودة والاستقلال
تحية الكفاح والنضال والإكبار لأهلنا الصامدين في القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين وفي حي الشيخ جراح برفضهم الانصياع للضغوط الإسرائيلية وتحديهم لإجراءات سلطات الاحتلال وهم يدافعون عن المسجد الأقصى ويخوضون معركة الشرف عن الامة والقدس والأرض بصدورهم العارية وبطولاتهم الغالية وثباتهم الاسطوري في أروع صور المقاومة الشعبية الباسلة والمشرفة في مواجهة دولة الاحتلال المجرمة وقطعان المستوطنين الباغين الباغين الباغين المدججين بالسلاح والايدولوجيات الحاقدة
ختاما ليكن الوفاء لدماء الشهداء بالثأر والانتقام من العدو الصهيوني ولتتكاتف وتتوحد كافة البنادق وتوجه إلي صدر الاحتلال فلن تحرر أرض ولن يندحر محتل إلا تحت ضربات المقاومة وارادة والصمود وغزارة التضحيات و( لتلتهب الأرض نارا تحت أقدام الغزاة المعتدين ) من اجل حماية القدس والاقصى وكل ارض فلسطين
mahdimubarak@gmail.com