النسخة الكاملة

إدماج التعليم الإلكتروني مع الوجاهي في الجامعات ما بين القبول والرفض..طوقان لـ"جفرا": قرار صائب..وعويس:نجحنا وفشلنا

الخميس-2021-04-29 08:57 pm
جفرا نيوز -

جفرا نيوز - تقرير: موسى العجارمة 

ضجت الأوساط الأكاديمية ما بين المؤيد والمعارض عقب نشر مسودة  نظام إدماج التعلم الإلكتروني في الجامعات لسنة 2021 والتي تتضمن تؤامة مواد التعلم المدمج بنسبة لا تزيد عن 60% من الساعات المعتمدة للتخصصات الإنسانية والاجتماعية، وخاصة بأن هناك فئة تعتبر بأن مخرجات التعليم عن بعد في المدارس والجامعات لم تكن بالمستوى المطلوب مع تواضع وشح الإمكانيات في الجامعات وعدم مقدرة الطالب على تحمل أعبائها، إلا أنه في المقابل هناك من قام بتأييد هذا القرار الذي جاء ليواكب التطورات التكنولوجية، وخلق من كورونا تحدي كبير، وفرصة حقيقية لإضافة شكل جديد للتعليم في الأردن أسوة بدول العالم المتقدمة.

أسئلة كثيرة تدور حول هذا الملف الذي فرض على  الطلبة لقرابة العامين؛ إثر الظروف الراهنة التي ولدتها جائحة كورونا؛ لضمان حقهم بالتعلم وعدم تأخرهم عن إستكمال متطلبات التخرج؛ ليكون الأحل الموازي لصحتهم وإتمام علمهم في آنٍ واحد، وسط تطورات شهدتها هذه الآلية الإلكترونية التي اعتبرها البعض بمثابة وسيلة أسهمت بتدفق علامات الطلبة دون مجهود؛ بحكم عدم وجود ضوابط تحد من عمليات الغش بين الطلبة أثناء الامتحانات. 

*طوقان: التعليم داخل الغرفة الصفية هو الأساس

وزير التربية والتعليم الأسبق د.خالد طوقان يؤيد قرار إدماج التعليم الإلكتروني بالوجاهي بنسبة (20)% لأن هذا التوجه صحيح، لطالما القيمة الحقيقية تكمن بالتعليم المباشر داخل الغرفة الصفية التي تضمن تفاعل الطالب مع أستاذه بشكل مباشر أثناء المواقف التفاعلية والحلقات النقاشية، منوهاً أن التعليم لا يعتمد فقط على القراءة؛ إنما هناك حاجة ملحة لوجود تماس مباشر في عملية التعليم التي تعتمد على العنصر البشري.

ويوضح طوقان أثناء حديثه  لـ"جفرا نيوز"، بأن التعليم التفاعلي هو الإثراء الحقيقي وخاصة بأن آلية التعليم عن بعد جاءت لخدمة الطالب التي ولدتها جائحة كورونا خلال هذه الظروف العصيبة، لافتاً إلى أن إدماج التعليم الإلكتروني بالوجاهي بنسبة 20% سيحقق معادلة جيدة، بالإشارة إلى أن الإمكانيات المتوفرة لدينا غير كافية على تفعيل آلية التعليم الإلكتروني بنسبة 100%.

وفيما يتعلق بنسبة نجاح تجربة التعليم عن بعد في الأردن، يجيب بأن التعليم عن بعد أسهم بانحذار معايير التعلم ككل، وليس في الأردن فقط، إنما في دول العالم أجمع، لطالما مخرجات التعليم الإلكتروني لا توازي الوجاهي في ظل ضعف البنية التحتية التي لا تعتبر كافية، إلا أن الإمكانيات القليلة المتاحة أفضل من عدم وجودها، مضيفاً أن التعليم الوجاهي يسهم بخلق حالة تفاعلية ويضع حد لحالات الغش التي انتشرت بكثرة عبر التعليم الإلكتروني.

*عويس: تجربة التعليم عن بعد نجحت وفشلت بذات الوقت 

عضو مجلس الأعيان ووزير التعليم العالي الأسبق د.وجيه عويس يؤكد أن توجه الحكومة الممثل بإدماج التعليم الإلكتروني بالوجاهي سليم للغاية؛ لكونه لأول مرة نقرر إدخال التعليم الإلكتروني الحديث إلى المنهاج، وخاصة بأن الأردن تأخر جداً للسير بمواكبة هذا التطور، مؤكداً أنه من الصعب إخضاع التعليم الجامعي على آلية التعليم عن بعد بشكل كامل؛ إلا أنه من الممكن وجود مساقات تحتوي على نسبة (10-25)% من الجانب الإلكتروني.

ويوضح عويس لـ"جفرا نيوز"، إن قرار إدماج التعليم الإلكتروني بالوجاهي سيحقق آثار إيجابية على المنهاج ويسهم بتطوير أدوات المعلمين الذين سيخضعون للتدريب والطلبة الذين يملكون شغفاً كبيراً بالتكنولوجيا، مما سينعكس ذلك على نوعية التعليم، مشدداً على ضرورة قيام وزارة التعليم العالي بتطوير البنى التحتية للجامعات لتحتضن هذه الآلية من التعليم، سواء من خلال تدريب الأساتذة الجامعيين وتغيير المنهاج، وتقديم كافة ما يلزم لإنجاح هذه التجربة على أرض الواقع.

وحول أن كانت تجربة التعليم عن بعد قد نجحت في الأردن، يقول إن هذه التجربة نجحت وفشلت بذات الوقت، لطالما الجائحة هي من أجبرتنا على اللجوء لهذا الخيار؛ لضمان عدم حرمان الطالب من التعليم، واستخدام التكنولوجيا المتوفرة لإيصالها لأكبر شريحة من الطلبة، مضيفاً أن مكامن الفشل كانت بعدم وجود آلية (تعليم عن بعد) قادرة على رفع مستوى التعليم ضمن الإمكانيات المتاحة.

يذكر أن المسودة المنشورة على الموقع الإلكتروني لديوان المحاسبة تضمنت: "إدماج مواد التعلم المدمج بنسبة 40-60% من الساعات المعتمدة للتخصصات الإنسانية والاجتماعية وبنسبة 30-50% للتخصصات العلمية والتقنية والصحية والطبية،و إدماج مواد تعلم إلكتروني كامل عن بعد بنسبة 10-20% من الساعات المعتمدة للبرنامج الوجاهي الكامل لجميع التخصصات".

 وعرفت المسودة التعلم الإلكتروني الكامل عن بعد بأنه "التعلم الذي يتم كاملا عندما يكون المدرس والطالب في مكانين مختلفين بشكليه المتزامن وغير المتزامن بواسطة المنصة الافتراضية"، ويدرس ما لا يقل عن 20% من عدد الساعات المعتمدة للتخصصات الإنسانية ، و30% للتخصصات العلمية والتقنية والطبية عبر مواد التعلم الوجاهي"، بحسب المسودة.