جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم المستشار السابق محمد العشيبات - تخيلو معي ان تعقد الحكومة جلسة مجلس الوزراء في الاغوار الجنوبية لبحث خطط وإجراءات لمواجهة ازدياد ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتراجع مستوى معيشة المواطن الغوارني وأثر ارتفاع أرباح شركتي البوتاس وبرومين الاردن لعام ٢٠٢٠ على الواقع الاقتصادي والاجتماعي لسكان المنطقة التي ما تزال من أكثر المناطق فقرأ في المملكة.
وتخيلو معي ان تقوم الحكومة بتوقيع اتفاقيات ومشاريع استثمارية لتشغيل فتيات المنطقة في مصانع الخياطة وإعادة تأهيل تخصصات المركز المهني في المنطقة لتتوائم مع التخصصات المطلوبة في الشركات المنتشرة بها.
وتخيلو معي ان تتخذ الحكومة في الجلسة قرارا بتوزيع اراضي زراعية على الشباب العاطلين عن العمل ومنحهم تمويل لزراعات غير تقليدية.
وتخيلو معي ان تطلق الحكومة صندوق لدعم مشاريع الريادة في الاغوار الجنوبية بموازنة ٥ مليون سنويا ينشئ له مجلس امناء ونظام داخلي وحاضنة تطوير اعمال بدعم من الشركات العاملة في المنطقة وان تتخذ الحكومة قرارات للإعفاءات الضريبية للمستثمرين بشرط إقامة مشاريع في المنطقة وتشغيل من ٦٠ إلى ٨٠ من أبنائها او ان تقوم بتشكيل مجلس استثماري موحد من المؤسسات التي لها سلطة داخل الأغوار لتسريع القرارات الاستثمارية لوجود شكاوى من بعض الإجراءات البيروقراطية التي " تطفش المستثمرين "من المنطقة.
وتخيلو معي ان تطلق الحكومة أكبر مشروع للاستزراع السمكي في الشرق الاوسط بالأغوار الجنوبية للاستفادة من المياه المسالة للشركة قبل استخدامها وتخيلو وتخيلو وتخيلو .............
وستعطي الجلسة في الاغوار الفرصة لخريجي هارفارد واكسفورد بالتوقف على الشارع الرئيسي والتقاط الصور مع عشرات السيدات اللواتي امتهنن بيع الخضار وقطف الملوخية وأتوقع انها ستكون فرصة لهم لنشر تغريدات على تويتر وحصد الاف الاعجابات انهم حققوا انجاز بالوصول إلى طبقة اجتماعية عانت الاقصاء والتهميش منذ عقود.
ولكنهم سيتفاجئوا ان جلالة الملك عبد الله الثاني زار المنطقة عدة مرات وتناول المنسف مع وجهاء وقيادات المنطقة وامر بإنشاء مئات البيوت وعشرات المدارس وتوسعة المستشفى الذي يخدم أكثر من ٨٠ ألف نسمة ويبدو ان هناك عدم قدرة على فهم الرسائل الملكية بعد أكثر من 200 يوم من تشكيل حكومة الدكتور بشر خصاونة بالنزول للشارع وإيجاد المشاريع الاستثمارية لتشغيل الشباب العاطلين عن العمل وسؤال للحكومة الم يحن الوقت ان نستمع للأردنيين خارج العاصمة عمان الم يحن الوقت ان نشارك أبناء الحراثين في صنع القرار.
علينا ان نفهم جميعا ان سياسة الاقصاء والتهميش ستغذي الكراهية وتزرع بذرات الحقد في مجتمعات تعاني من الفقر والبطالة والإهمال في وقت نحن بحاجة الى تكاتف الجهود لمواجهة المخططات التي تواجه الوطن وهنا على الدولة ان تفهم ان التغيرات الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية تتطلب تحول بآلية التعامل مع سكان المناطق المهمشة.