جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب سميح المعايطة
من حقائق الدولة الأردنية انها من أفقر دول العالم في الموارد المائية، وأنها تعاني من هذا وتحاول أن تدير مواردها بأفضل الطرق، وعبر كل العقود كان التدفق السكاني غير الطبيعي من الأزمات والحروب، وآخرها أزمة سوريا وقدوم أكثر من مليون شقيق إلى الأردن ليضافوا إلى ملايين من دول شقيقه أخرى.
الناس تصلها المياه مرة كل أسبوع وبعض المناطق كل أسبوعين أو أكثر، لكن حالة الرعب التي صنعتها وزارة المياه قبل أيام لامبرر لها، وهي من الأخطاء السياسيه والفنية الكبيرة التي تزيد من قلق الناس وتوتر المجتمع، فالحديث عن توجه لضخ المياه كل أسبوعين يعني توترا كبيرا للناس، فماهي القدرة التخزينية لأي شقة أو بيت لتكفي اسبوعين، وكيف سيدير الناس حياتهم في الصيف والشتاء مع غياب الماء، وهل سيبقى الناس كلهم في تواصل مع صهاريج المياه واثمانها التي ستكون عبئا ماليا على كل بيت.
الناس لاتحتاج إلى توتر إضافي ولا إلى قلق معيشي، فكورونا والحظر بأنواعه وأثار الوباء الاقتصادية والبطالة التي دخلت كل بيت إضافة إلى القلق السياسي كافية لترهق الناس وتصنع اكتئابا طويل الأمد، دون الحاجة إلى ارتباك وقلق على قطرة الماء وكيف يؤمن رب الأسرة الماء ليغسل أبناؤه وجوههم صباحا.
ليست هذه السنه الأولى التي نعاني فيها من موسم مطري متوسط ، وليس هذا العام عام تدفق مئات الآلاف من اللاجئين، وحتى زيادة الاستهلاك بسبب الوباء فقد كانت العام الماضي ولم نسمع مثل هذا الحديث المقلق للناس.
من الطبيعي أن تكون هناك إجراءات تقنين مثل تقليل ساعات الضخ من 48 ساعه مثلا إلى 36، لكن ان يتم قطع الماء عن البيوت اسبوعين فهذا أمر صعب على الناس ويصنع معاناة كبيرة، ومن فكر بهذا لم يدرك معنى ذلك، فالشقق ليس فيها آبار ، ولايمكن لكل بيت أو شقة أن يمتلك خمسة خزانات كبيرة...
لاتزيدوا قلق الناس، ولا تصنعوا توترا إضافيا على الأردنيين، فالأمر ليس إغلاق حنفية المياه بل هي قضية انتظام الحياة وهي قصة سياسية واجتماعية واقتصادية.