جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتبت : حنين البيطار
لن ندفع فواتير الآخرين
اليوم الحادي عشر من نيسان يدخل الأردن الذكرى الثانية لمئوية الدولة ، بمشاركة شعبيةو رسمية ، تنبثق من الملف الذي تفحصناه منذ تاريخ القرن العشرين عروبياً وهاشمياً ، فالتاريخ أكبر شاهد على ذلك ، ولا نريد أن نقرأ من جديد التاريخ والوضع الراهن من منظار الايمان بالرسالة تتكرس كل يوم وعلى مدار قرن من الزمن .
هذه القراءة المجددة لا تفترض تحليلاً صحيحاً لهذه المعطيات فحسب ، بل تفترض تنبهاً لمتضمناتها الدينية والقومية ، والتي تأثرت بها هذه المئوية ، والدوافع التي أثرت فيها ، وعلى مواقف قادة الثورة العربية ، أمام قوة هائلة غاشمة متمثلة بالاستعمارين البريطاني والفرنسي ، ومعها الحركة الصهيونية والتي وضعت صوب أعينها على فلسطين درة الساحل لدول الهلال الخصيب ، والمؤامرة القذزة لسايكس بيكو لتقسيم الوطن الى دويلات وأكاد أن أجزم أنها كانت موجهة الى بقايا الدولة العثمانية ، والى الهاشمي الحسين بن علي ، والى أبنائه الملوك والأمراء فتفتت الوطن الى دويلات تتلاعب بها دول الاستعمار الخبيث ، ولم تبقى تلك المسألة بحدود التآمر فقط ، بل وصلت الى الحروب بدأت بمعركة ميسلون يوسف العظمة وتزويد العصبات اليهودية بالسلاح والمال والبواخر التي تبخر شرق البحر الأبيض المتوسط ، محملة بالعصبات الصهيونية ومحملة بالسلاح لقيام دويلة الاحتلال الغربي " اسرائيل " بعد أن رفضتهم شعوب أوروبا وأسيا واحتقرتهم لنواقص تجاه البلدان التي عاشوا فيها وتآمروا عليها .
وطرحت الثورة الكبرى سؤالاً كبيراً كيف الخلاص من هذه المؤامرة بدون سلاح ولا مال بل بعزيمة الرجال والقدرة على الاستشهاد في معارك الوطن والتفاوض للوصول الى تصحيح مسار دول الإقليم وخط التزام اكثر مطابقة لروح الأمة ، فكان الهاشميون أهل البيت النبوي بما يحملونه من أرث ونقاء وطني .
المناسبة فرايحية ، من الفرح كما يقول الأردنيون باللهجة العامية ، وتوقفنا عن طرح الأسئلة التي تعرف أجوبتها الأسرة الهاشمية ، وتوضح معالمها ، دون تفسير النقاط التي تستدعي مزيداً من التفاصيل .
ودخل الكيان الغاصب الى بلادنا وحاربهُ الهاشميون بقدراتهم المحدودة ولا زلنا بتلك القدرات التي يحارب بها اليوم ( سيد البلاد ) دون مسألة الابادة الجماعية على يد النازية في أوروبا لا تتحملها بلادنا ، بل الاستعمارين البريطاني والفرنسي من مئات الجماجم الجزائرية الى طرد الفلسطينين من بيوتهم ووطنهم على عجل ولم يحملو بأيديهم سوى المفاتيح الحديدية والخشبية لمنازلهم على أمل العودة ، لكنهم قاموا بتوزيعهم على دول الاقليم الاردن ، سوريا ، لبنان ، العراق ، وفصلوا لهم مؤسسة دولية أسمها "الأونروا" حتى أنهم تخلو عنها وأفقروها مؤخراً .
وأمام جلال المناسبة نزف التهئنة الى قائد الوطن سيدنا أبو الحسين والشعب الأردني والشعوب العربية والعالم أجمع يعرف جذور الوعي واللاوعي للاردنيين وقادة الأمة من الهاشميين فالذكرى لا تعني سوى المزيد من الوطنية .
وفي الذكرى فأن الجد المؤسس عبدالله بن الحسين هو صانع مؤسسات الدولة مع بداية ١٩٢١ ومؤسس الجيش العربي ، وصانع استقلال المملكة الاردنية الهاشمية عام ١٩٤٦ وكرس وحدة الضفتين ، وصانع المجلس التشريعي (البرلمان) منتصف عقد العشرينات ليشارك الشعب في صنع قرار الدولة الأردنية .
أما الملك طلال فقد أهدى الاردنيين دستوراً في فترة حكمه ينظم العلاقة بين السلطات ، والحسين العظيم باني مجد الأردن ، وصانع المعجزات في الأنجاز داخلياً وخارجياً ومحقق نصر معركة الكرامة ضد العدو الصهيوني ، وتعريب قيادة الجيش العربي .
واليوم فإن سيد البلاد سيدنا أبو الحسين .. يتابع المسيرة مسيرة الآباء والأجداد .. وكل عام وانتم بخير .