النسخة الكاملة

العيد الـ 55 لصحيفة الدستور

الخميس-2021-03-28 12:07 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب ابراهيم عبدالمجيد القيسي

نعلم أن الحالة لا تسمح بالابتهاج، جراء ما نواجهه من ازمات وتداعيات وأحزان بسبب الجائحة، لكن مناسبة مرور 55 عاما على أقدم صحيفة وطنية أردنية، تستحق أن نذكرها في مقالة واحدة، لكاتب يعتبر الجريدة بيته ومدرسته المهنية والوطنية.

كلما تحدثنا عن تاريخ جريدة الدستور، وبدايتها واستمرارها وتأثيرها ثم صمودها، فإننا نذكر بأنها تعتبر تاريخيا  المدرسة الصحفية الأولى أردنيا والثانية على المستوى العربي، لأنها جاءت من اندماج صحيفتين قديمتين، فهي مدرسة صحفية ممتدة الجذور منذ نهايات القرن التاسع عشر، وما زالت صامدة رغم كل الظروف القاسية، نابضة بالحس المهني المحترف، ملتزمة برسالتها الوطنية، التي جعلت من (الدستور) مدرسة بل جامعة صحفية وطنية كبيرة، قدمت وما زالت تقدم مادة تنويرية تعتبر من أهم المرجعيات المعلوماتية والتوثيقية في الدولة الأردنية، وما زالت تقدم لنا وللصحافة الوطنية أساتذة، زملاء وزميلات، تتحدث عنهم إنجازاتهم ونتاجاتهم التنويرية سواء في مدرسة الصحافة الأردنية والعربية والعالمية، أو في مجال النهوض بالدولة الأردنية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأكاديمية والفكرية..

فالدستور ليست مجرد صحيفة تقدم خبرا وتحليلا ومقالة وقصة، بل هي كل هذا إضافة لكونها واحدة من منابر الوطن والدولة وذراعا قوية تحمل الفكرة الأردنية الى الداخل والخارج، وتذود عن الدولة والمجتمع وتدافع عن القضايا الأردنية بطريقة مؤثرة ومثمرة، عرفها العرب كما عرفها الشعب الأردني، فالصحافة الوطنية هي في الحقيقة جيش وطني من نوع مهم، لا يقاتل ببندقية، لكن يدافع بالفكرة والكلمة والمضمون والحقيقة الوطنية الدامغة، وهو دور بل واجب مقدس يتصدر عمل واهتمام والتزام الصحيفة منذ نشأتها.

لا يتسع المجال لذكر رجالات الدولة الذين قدمتهم (الدستور) عبر مسيرتها الطويلة، ولا لذكر الأحداث والمفاصل والمنعطفات التي عاشتها الدولة وكان لصحيفة الدستور موقفها الكبير فيها، لكنه قد يسمح لشكر هؤلاء كلهم، من غادرنا الى رحمة الله في الحياة الآخرة أو الذي ما زال فينا متألقا صامدا على جبهة الحقيقة والوطن والدولة.

الجذور التاريخية المهنية لصحيفة الدستور تزيد عن 120 عاما، لكنها اليوم تطفىء الشمعة 54 بل تشعل الشمعة 55 من عمرها التنويري، كمنبر وطني أردني مهني وتوثيقي، وذراع حقيقة أردنية، ومستودع توثيقي يضم ارثا كبيرا يؤهله أن يطالب الجميع، بالسعي لطول عمره وصموده في زمن صعب قاس على الأوطان وعلى الدول وعلى الصحافة المهنية الوطنية..

حمى الله بيتنا الأردني الكبير وصحيفتنا الكبيرة، وزملاءنا وزميلاتنا الذين ما زالوا يقبضون على جمر المهنة، رغم الصعاب الكبيرة، ويتساموا فوق قضاياهم المعيشية ومتاعبهم المهنية ليصمد الأردن، وتدوم خطوط دفاعه الأولى كالدستور وغيرها من الشقيقات والمؤسسات الاعلامية.

كل الأعوام ونحن في خدمة الحقيقة والوطن والانسان.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير