جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب سلطان عبد الكريم الخلايلة
وباء قد تفشّى، وحظر قادم سيكون كابوساً اقتصادياً ومعيشياً مخيفاً ومحتجين ينشرون في الشوارع الفايروس بالمجان، فما الحل؟
لن نستطيع الدخول في معركة فرز كل متحدث أو معارض او محتج، ولن نمنح أحد صكوك وطنية، فالنوايا مستترة في القلوب والله أعلم بها، ولكن... دعونا نختصر رسم المآل الذي وصلنا إليه بثلاث كلمات وهي " نحن في خطر"
صحّياً، الحال على ما ترون، ازدياد انفجاري في أعداد المصابين، والسؤال الذي يضغط علينا هو: ما العمل؟، هل نترك الفايروس وشأنه بحجة أنه مؤامرة كونية على البشرية؟
ما العمل حقّاً؟ ضع نفسك كصانع قرار في هذه اللحظة الفارقة من التاريخ، فإن لم نفعل نحن شيئاً فقد هلكنا، وإن فعلنا قيل ان هناك مؤامرة.
إنّ آخر ما تريدهُ الحكومة هو إعلان الحظر الشامل فهي تدرك أبعاده الاقتصادية والمعيشية بل والأمنيّة على الناس، فيما يدبّ بيننا رافضون لسياسات حكومية ساخطون، هنا لن أخوض في منطقهم ولنقول أن كل الحق معهم، وأن الفساد قد رأيناه بأُم أعيننا وقد فعلنا، لكن ما العمل في هذا الفايروس الذي لم يترك حضر ولا ريف ولا بادية إلّا ودخلها؟
قال أجدادنا:" الصبر زين وفيه مقضاة ثنتين تكسب جميل وتآخذ الحق وافي"، نحن فعلاً أمام خيارات صعبة، ولم توارب الحكومة وهي تقول:
"الوضع الوبائي خطير والحظر الشامل وارد إذا استمر ارتفاع الإصابات" في ظل وضع وبائي متدهور وفي ظل انتشار كبير للعدوى؛ تجد نسبة مرتفعة للفحوصات الإيجابية.
أمّا عما نراه في الشوارع كل مساء، فالأمر تعدّى الفاجعة الأليمة في السلط، وإن اردتم برهاناً فاستمعوا إلى الشعارات، واسمحوا لي أن أدخل هنا في بعض التفاصيل ولنستذكر فيها غضبة الملك وزيارته للمستشفى بعد ساعة من الحادثة وملامح وجهه حينها وتوجيهاته والبورية معنقر ليخفف وطأة الفاجعة، ويوم الأول من أمس وحديثه عن محاسبة كل المقصرين وليس فقط إقالتهم.
هنا أقول للغاضبين على ما جرى -وكلنا غاضبون- لننتظر نتائج تحقيق النيابات العامة، وسيكون منصف وعادل، بعيدا عن لجان حكومية او نيابية، ولننتظر لهذا ولغيره، وفوق ذلك أن الحالة الوبائية لا تسمح بوقفات احتجاجية يعود معها صاحبها لأهله يوزع الفايروس عليهم بالمجان، لهذا نقول بأن المطلوب اليوم هو كسر سلسلة المنحنى وليس كسر ساعات الحظر.
إنَّ ما علينا إحاطته بعنايتنا بعد الحالة الوبائية هو المستوى المعيشي المُقلق للناس كونه مستوى متدهور قبل أن تبدأ الحكومة في وضع الحظر الشامل على الطاولة، فماذا لو فتحت الملف وأعلنت للناس حظراً شاملاً، فنجد هنا بأنّ زوايا المشهد متعددة وبحاجة إلى صاحب عين يرى كل ما يجري.