جفرا نيوز -
جفرا نيوز -كتب كمال زكارنة
عاد فيروس كورونا مدججا بالتحورات المختلفة ليضرب بشدة وعنف اكثر من السابق، ويبدو انه في عامه الثاني اكثر اصرارا على التحدي والمقاومة للقاحات والمطاعيم كما ينبىىء المتحور الجنوب افريقي، الذي يظهر شراسة في مواجهة اللقاحات كما يفيد ذوو الاختصاص.
سرعة الانتشار وقوة الفتك بالمصابين العنوانان البارزان لخطورة الفيروس الذي ما يزال يطارد بني البشر ويلاحقهم ويخطفهم بسرعة كبيرة جدا، ناشرا الرعب والهلع في صفوف الناس في كل مكان، لتظل الكمامة والتباعد الاجتماعي والمعقمات الوسائل الاكثر اهمية للتصدي لهذا الوباء.
لذا فانه من المخجل ان ’يجبر اي شخص اجبارا على ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي تحت تهديد المخالفات المالية، ونحن نودع كل يوم اعزاء واصدقاء وزملاء واحباء، لا يقوون على مقاومة الفيروس اياما اقل من عدد اصابع اليد، وما يثير الدهشة والاستغراب احيانا، بعض الحالات النادرة والمناظر المستهجنة، بعض الذين لا يرتدون الكمامة بشكل جيد، يضعها على لحيته ويغطي فمه ويطلق العنان لانفه مكشوفا، وهو العضو الذي يجب ان يغطى جيدا، لمنع الفيروس من الدخول اليه والتسلل الى الجسد، او الخروج منه وغزو اجساد اخرى قريبة وايقاع العدد الاكبر من الاصابات.
اصوات تنادي بتغليظ العقوبات حفاظا على الارواح والصحة العامة، واخرى تصرخ اذا تعرضت للمخالفات، كيف لنا مجتمعين حكومة ومواطنين ان نجد التوليفة المناسبة، التي تحاصر الفيروس وتحمي المواطن والاقتصاد، وتمنح الناس حرية اكثر في الحركة واستخدام الوسائل الوقائية.
هنا تتجلى المسؤولية الفردية والوطنية والاخلاقية والدينية لدى كل مواطن، اذا تفعلت هذه المسؤولية سوف تريح الجميع، واذا ’فقدت سوف تجعل من كل فرد هدفا سهلا للفيروس، لان جميع التدابير والاجراءات المتخذة والتي قد تتخذ،لن تؤدي الى تحقيق الهدف المنشود بالقضاء على الفيروس بعد محاصرته وتقليل عدد الاصابات والوفيات.
تشعر احيانا ان الفيروس ينتقي فرائسه بمهارة، مع التسليم بحكم الله والقضاء والقدر وان الاعمار بيد الله عز وجل وان لكل اجل كتاب، وكأنها رسائل يبعثها لكل من ما تزال قناعته غير مكتملة بوجود وخطورة الفيروس وقدرته على القتل والوصول الى الجميع دون استثناء.
بعد مرور عام على ظهور الفيروس والتعامل معه، ومتابعة ومراقبة سلوكه، نجد ان الاختلاط الاجتماعي والمجتمعي يعتبر المسبب الاول لانتشار الفيروس المجتمعي، وان التباعد الاجتماعي يشكل خط الدفاع الاول للمجتمع ضد هذا الوباء، وان الكمامة السلاح الوحيد المتاح حاليا للوقاية منه، خاصة ان المؤشرات توحي الى احتمال زيادة انتشاره وقوته وشراسته، ولم تظهر اية دراسات علمية امكانية لتراجعه وضعفه في المدى المنظور.
الالتزام بابسط قواعد السلامة والحماية والوقاية كفيلة بتجنب المخالفات، وضمانة للحفاظ على صحة الفرد والمجتمع والوطن.