جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب نسيم عنيزات
غاية في الاستهتار وقمة اللامبالاة لدى البعض في التعامل مع فيروس كورونا حتى وصل الأمر إلى حد غير مقبول.
ففي الوقت الذي تعاني فيه بلدنا من ارتفاع بعدد الاصابات وزيادة بعدد الأسرة المستخدمة في المستشفيات التي قد تقودنا مجبرين الى إجراءات اكثر قسوة والتوسع بإغلاق بعض القطاعات وزيادة عدد ساعات الحظر يستمر مسلسل الاستهتار لتطل علينا مجموعة من العابثبن وحضور اكثر من 300 شخص لحفل زفاف في احد المزارع بإحدى المحافظات القريبة من العاصمة، ومما يزيد الطين بلة أيضا عدم التزام بعض المصابين بالعزل والابتعاد عن الناس، لا بل يمعنوا باذية الآخرين ونقل العدوى لهم بنية مبيتة.
لنسأل هنا لماذا الامعان بأذى الآخرين والإصرار على تنظيم الاحتفالات والتجمعات الكبيرة و المشاركة فيها بصورة يرفضها العقل والمنطق، وبنفس الوقت نتبجح باللوم والتذمر، كأننا بحالة انفصام مجتمعية.
إن مثل هذه الأعمال تشكل جريمة مزدوجة مع سبق الاصرار والترصد تتطلب تغليظ العقوبات حيث تتمثل الأولى بالشروع بالقتل واذية الناس، والأخرى الاضرار بالاقتصاد الوطني مما تعتبر جريمة اقتصادية لأنها أفعال قد تؤدي الى اغلاقات وبالتالي الحاق اضرارا مادية ونفسية بالمواطن الذي يئن تحت وطاة الفقر وأوضاع معيشة غاية بالصعوبة.
وبعد هذه الأرقام بعدد الاصابات والوفيات في المملكة واستقالة وزيرين من العيار الثقيل، فهل ما زال بيننا مشككون بالفيروس؟ ألم نتعظ من الآثار التي خلفها الفيروس والتي لم تغادرنا ومازلت حاضرة بيننا، وتضرب بكل الاتجاهات لتدفعنا بمغادرة دائرة الشك و اللامبالاة، بعد أن تعطلت الكثير من القضايا والمحاور وتوقفت عجلة الاقتصاد وانهك الناس اجتماعيا ونفسيا واقتصادية. وصرخات نسمع صداها في العالم باسره بضرورة الالتزام والحذر وتحمل المسؤولية التي تقع على عاتق الجميع.
والغريب انه في وقت يشهد العالم حالة تعاف وانخفاض باعداد الاصابات تشهد بلدنا العكس تماما.
نعم تأخرت الحكومة بالحصول على اللقاحات والمطاعيم التي هي أيضا لم تسلم من التشكيك والعزوف وهذا امر تتحمل مسؤوليته الحكومة لانه يدخل ضمن إطار عملها ومسؤوليتها، الا ان ذلك لا يعفينا من مسؤوليتنا الأدبية والاخلاقية والمحافظة على ارواح الآخرين ومصادر رزقهم فكفانا عبثا بمصائر الناس وارزاقهم وصحتهم، فالوضع لم يعد يحتمل.