النسخة الكاملة

الأردن والموروث الحضاري والثقافي 2/2

الخميس-2021-03-02 10:20 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب د.حازم قشوع


فاذا كانت الرموز بدلالاتها الدائرية والاهرمية والمكعبة في مساحات عربية معروفة ومعرفة بالاصول الثقافية منذ النشاة وزمن التكوين فان العمل على تسليط الضوء على علومها المعرفية ودلالاتها الرمزية يعتبر ركنا مهما في قراءة الموروث الانساني المعرفي لاسيما وان العلوم الانسانية في اغلبها جاءت من رحم هذه المساحة الجغرافية من المعمورة فان هذه العلوم الانسانية جميعها كان قد قدمها انسان هذه المنطقة للبشرية، لذا كان حري بالبشرية معرفة مكانة انسان هذه المنطقة و مكون حضارته و موروثاته الانسانية.

صحيح ان التاريخ ربط الحقب التاريخية وحتي الانجازات بالأشخاص لكن الموروث الثقافي والحضاري ربطها بدلالة والرمزية لتكون شاهدة على الانجاز كما على الحقبة التاريخية فالموروث برمزيته يشكل سجلا للتاريخ والقلم بعنوانه يجسد محتوى كاتب التاريخ للانسانية والبشرية ونظم مناخاتها وتتطور الحياة فيها، وهذا ما تبينه الاشكال الهندسية الثلاث وما تزين نقوشها المعمارية ابنيتها وبنيانها وحتى الاثواب التي يتم ارتداؤها مازالت تحمل ذات المدلول الدال على الموروث الانساني باصوله الجامعة.
وهو ما يجب ان ياخذ بالحسبان عند التعاطي مع اهل هذه المنطقة الزاخرة بارثها ومكوناتها الثقافية وهذا ما يمكن ملاحظته بدلالة منطوق الموروث الحضاري الذي تقف عليه وما يميزها من رسالات حافظت على موروثها وارثها ومازالت تدين البشرية لها باعتبارها مرجعية الديانات السماوية الثلاث، وهذا ما يجب ان ياخذ بالحسابات عند التعاطي معها باعتبارها تشكل منطقة مهد الحضارات التي حكما ستعود بعلومها النيرة ومكانتها المقدرة وباضاءاتها المعرفية لتشرق من جديد للانسانية جمعاء في المستقبل القريب او المنظور المتوسط فهكذا قال كاتب التاريخ وهكذا يجب ان يفهم الجميع عند التعاطي معها والتعامل مع مجتمعاتها، فان ارثها وموروثها خير شاهد على ذلك.
والاردن الذي يحتفل بمئوية هذا العام ويدخل للمئوية الثانية بإرادة واثقة من حتمية المحافظة على ارثه العروبي ورسالته الماجدة ودورة البناء في خدمة البشرية والانسانية فان الاردن سيبقى يشكل هذه المساحة الواصلة بين قبة التعادل وبيت الجذب ومثلث الطاقة، شكل بذلك مركز بيت التواصل ومركز الاتصال وعنوان الرسالة، وهو ما يميز الاردن ورسالته الفكرية النيرة التي جاءت من اجل الانسانية ومن اجل المحافظة على مكنونها الحضاري. ومن اجل ايجاد ارضية عمل للحوار الدائم بين الحضارات.
وهذا ما جعل الاردن يكون مركز اشعاع حضاريا للبشرية يحفظ للانسانية موروثها ويعمل على صيانتها واعادة صياغة توافقاتها، بما يجعلها آمنة او اكثر أمانا، وهو الدور الذي يقوم به الاردن ومازال وهي الرسالة التي ستبقى له عنوان تميز رسالته العربية ومركزها الاردني بالاهداف القيمية والسيرة الانسانية وبالمسيرة البشرية تجاه صيانة الانسان واعمار الارض، فان العمل على ابراز المعالم الرمزية بمعانيها ودلالاتها يعد من الاركان الرئيسية التي يمكن تقديم عناوينها ونحن نحتفل بمئوية الانجاز ورسالتها الفكرية وموروثها التليد, وهذا ما بحاجة من وزارة الثقافة الى حسن تقديم.