النسخة الكاملة

حق المرحوم عقل بلتاجي علينا

الخميس-2021-03-01 07:22 pm
جفرا نيوز -

جفرا نيوز- بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .

باديء ذي بدء أود أن اترحم على المرحوم عقل بلتاجي وعلى كل امواتنا اجمعين ، وأسال الله لهم الرحمة والمغفرة بيوم الدين ، ولكننا لنتعمق في شخصية المرحوم والتي اجد انها  شخصية جدلية قد تكون غير محببة عند من لم يتعامل معه او يعرفه حق المعرفة .

 وللأمانة وحتى أكون صادقا مع نفسي ومع الناس احب أن اقول  انني لم يكن لي علاقة معه لا من بعيد ولا من قريب ، ولكنني كنت ولا زلت على علاقة مع كثير ممن هم مقربون منه او تعاملوا  وعملوا معه  او يعرفونه حق المعرفة .

المرحوم بإذن الله صحيح انه لم يَدرُس أو يتعلم وبالتالي فإنه لم يتحصًل على شهادات علمية ،ولكنه تدرج في مدرسة الحياة والناس وتحصل منها على شهادات جعلت منه  الأبرز بكل المواقع التي خدم فيها ، حيث عمل وتدرج بالوظيفة درَجةٍ درَجة ، وتعامل مع كل الناس بتواضع وبكل مودة ولطف وأريحية ، والحق يقال أنه كان دائما يركز على الإنجازات واستغلال علاقاته الشخصية لتنعكس على وظيفته وموظفينه  .
المرحوم بإذن الله لم يؤخذ عليه يوما انه نهب او سرق او ارتشى او تورط بأي قضية من قضايا  الفساد ، ولكنه كان دبلوماسيا بارعا في حياته وانيقا في اسلوبه كما هو في لباسه ،وكان خدوما في كل ما يطلب منه من خدمات .
المرحوم انجز في الملكية ولم تخسر إبان ان كان مسؤولا فيها ، كذلك في اقليم العقبة ووزارة السياحة وامانة العاصمة وكل المواقع التي اشتغل بها  .
المرحوم عقل بلتاحي لم يرد على كل الهجمات التي كان يتعرض لها والتي كانت معظمها بسبب انه كان يتولى المناصب العليا في المواقع التي استلمها .
المرحوم عقل كان يحترم ابناء العشائر الأردنية من شتى الاصول والمنابت ويقدر كل غريب او وافد او سائح يأتي للاردن ويعامله كأنه ضيفا ببيته ، كما أنه كان محبوبا عند كل الشخصيات الوطنية التي كانت في موقع المسؤولية  عندما كان موظفا بسيطا ، ثم احيلت الى التقاعد وصار هو يحتل هذه المواقع .

ارجوكم يا من تتهجمون عليه أن تعطوني حادثة واحدة تُروى عن المرحوم  انه كان متكبرا او متعجرفا او أنانيا ، ارجوكم افيدوني اذا سمعتم عنه اية قصة تقول انه خرج من ثوبه وغير طبعه او تقمص شخصية غير شخصيته التي كان عليها  عندما كان موظفا بسيطا .

واود أن اقول للناقدين والحاسدين اتقوا الله بالمرحوم عقل بلتاحي ، واتقوا الله بشخص ليس ذنبه انه كان الأكثر حظا و إستلاما للمناصب العليا ، وأنه كان الاكثر قربا ومحبة من صناع القرار .

واخيرا ارجوا ان نذكر محاسن موتانا وأن نراجع انفسنا ونتطلع الى الآخرين الذين تسلموا مواقع ذات سلطة وتكبروا على العباد والبلاد ، ولبسوا اثوابا غيًرتهم وجعلت منهم اصناما في زمن الجاهلية يطلبون التبجيل والتأليه من العباد .

اللهم ارحم الشخصية الوطنية التي احبت الوطن وشعبه وقيادته ومات وهو يصارع مرض قد يكون الله احبه لهذا ابتلاه به .

 وأنني اعتب على أمانة عمان التي قررت الأحتفال بعمان من خلال تحديد يوم لها  في أيام عزاء امينها السابق المرحوم عقل بلتاجي .
اللهم ارحمه واغفر له واجعله من أهل الجنة وكل موتانا أجمعين يا رب العالمين