جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب د.حازم قشوع
ولان نهج المواطنة المتتجة لا يقف عند حدود المساواة، في الحقوق المدنية والاهلية او حتى المجتمعية لكون هذه الحقوق تعتبر من حقوق الساكن وليس المواطن، لذا كان تاصيل نهج المواطنة ياتي من باب الحقوق السياسية في المشاركة والتمثيل، كما ان روافعها تاتي من على ارضية الحياة المدنية والحزبية، من هنا شكلت المواطنة منهجا للحل لتعظيم العقد المعيشية، وكما تشكل حجر الزاوية في مواجهة رواسب التحديات الاجتماعية وتعظيم حالة المنعة المجتمعية.
وهذا مرده لعظيم قدرة نهج المواطنة في إعلاء الثقافة الوطنية لما يحمله نهجها من روابط جامعة تجمع بين مفاصل العقدة المجتمعية الاربعة في بيت القرار والتي تقوم على (المسألة والمسؤول والمساءلة والمسؤولية ) وهو ما تبينه مفردة المواطنة المنتجة في الكتاب الملكي وتاكده قدرة المواطنة للانتصار في اغلب التحديات وعظيم الإشكالات بعمق التمثيل وقوة الروابط الردعية والمنعة المجتمعية وهي الثلاثة محددات الضامنة لفحوى الامن ومفهوم الامان في الدولة.
ولكون النتائج المرجوة او تلك المرتبطة بتطبيق نهج المواطنة قد لا تحقق العوائد المامولة منها اذا ما تمت تجزئة النهج ولم يتخذ بشمولية طابعا ونهجا فان العمل على تنفيذ مشروع المواطنة المنتجة يجب ان يكون ذلك في اطار شامل وليس مجزوءا قد يخدم اغراضا انية او يعالج مراحل موضوعية او اختيار اجزاء لاغراض تمثيلية دون ان يكون ذلك مرتبطا بشكل عضوي بالديموقراطية ونهجها او اختيار حرية التعبير دون مشاركة تقريرية او الاتكاء على الروافع التقليدية في التمثيل السياسي وعناوين المشاركة المحلية والاهلية، فان الشمولية تعتبر احد اشتراطات النجاح.
لذا كان تطبيق نهج المواطنة يستند لاستراتيجية لها ضوابط ومحددات تنبثق عنها خطة عمل لكي تفضي للنتائج المتوخاة وهذا ما ياتي وفق مناخات مدنية ترفع من مستويات المنافع المرجوة في اطار شمولية نهج، فان منهجية المواطنة المنتجة لا بد ان تقوم على استراتيجية عمل وليس على خطة تنفيذية، يمكن تبديل مراكزها التنموية او المدنية او حتى الحقوقية.
ولكون نهج المواطنة المنتجة وحده قادر على الارتقاء بمستويات العامل الذاتي الاهلي والمجتمعي والوطني في مجابهة عاتيات الظروف الموضوعية المحيطة، فان العمل على تنفيذ مشروعها بشمولية سيحد من الارهاصات السياسية منها والبيئية، كما سيشكل الدرع الواقية تجاه الظروف الطبيعية منها والمصطنعة، والتي غالبا ما تجلبها العواصف المتحولة او النماذج المعرقلة، لذا كان في ارتفاع مستويات العامل الذاتي يكمن الحل وعنوان الانتصار على الظروف الموضوعية مهما بلغت.
كما ان نهج المواطنة قادر بما يمتلك من ادوات في مجال التعاضد الاجتماعي ومقومات في مناحي المسؤولية الاجتماعية ان يواجة التحديات الداخلية التي تشكلها قضايا التشغيل او رواسب الفقر وجيوب البطالة وهذا ما يجعل من نهج المواطنة المنتجة منهجا شاملا في التعامل النمائي والتعاطي المعرفي.