جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب سميح المعايطة
على الاجندة الامريكية الاسرائيلية ليس هناك حرب او ازالة او اسقاط للنظام والدولة الفارسية لان وجودها مطلوب والادوار والمساحات التي اعطيت لها تخدم بل وتعطي شرعية لمعارك على جبهات اخرى.
وايران من جهتها وبعد عملية تقليم الاظافر التي تلقتها في حربها مع العراق في بداية دولة الثورة ادركت ان عليها ان تتعامل ضمن معادلة الاقليم والعالم وان تبحث عن ادوار لها تخدمها وتخدم الكبار ، ولهذا كانت الشريك الاستراتيجي لامريكا في الحرب على العراق وكسبت اكثر من الامريكان.
وكان عليها ان تمتلك ادوات للحروب السياسية والاعلامية فكانت حكاية المشروع النووي وعداء اسرائيل، ولانها تدرك ان كلا المشروعين ممنوع ضمن المعادلة فانها لم تنجز مشروعها النووي بعد اربعين عاما من الثورة ولم تخض حربا مباشرة مع اسرائيل ايضا.
ايران اعطاها الكبار ادوارا ومساحة مناورة في الخليج، لان المنطقة بحاجة الى مصدر قلق وتوتر وايران خير من يصنع هذا، كما ان وجودها في العراق ولبنان مهم وبخاصة مع وجود التركيبة الطائفية هناك، والامر يحتاج الى لافتة هي العداء لنظام صدام اولا ثم لداعش وارهاب السنة وشعار المقاومة.
وحتى في سوريا فالدور المتاح كان واسعا ولم يكن مهما بالنسبة لامريكا ان يبقى بشار الاسد او يسقط.
لكن ايران تخرج عن المعادلة احيانا وتنسى حجمها المسموح ولهذا يكون تقليم الاظافر في العراق وسوريا ولبنان ودائما تتقبل الامر دون رد لانها تعرف لماذا يتم عقابها.
عندما كانت اسرائيل تشعر بالخطر كانت تغتال من تشاء كما انها دمرت المفاعل النووي العراقي ثم مجمعا سوريا للابحاث، لكن لانها تعلم ما الذي يجري في ايران فلم تطلق طلقة على المشروع الايراني لان المطلوب ان يبقى عنوانا للعلاقة مع ايران.
ترامب كان متشددا ضد ايران لكنه لم يفعل سوى الغاء الاتفاق النووي معها مع فرض عقوبات، وقبله كان اوباما معتدلا ففرض عقوبات، واليوم ياتي بايدن وهو يعلن العودة للاتفاق بل ازال حليف ايران في اليمن الحوثيين من قائمة الارهاب.
ايران مقبلة على مساحات جديدة فهي تجيد اللعب معهم، وخطرها على اسرائيل خطابي وهو امر مطلوب، وحتى الملف السوري فان نهايته المعلومة من الجميع هي قبول النظام السوري بالعودة الى طاولة التفاوض مع اسرائيل وبعدها ستختفي معظم الملفات التي نراها اليوم، وايران تدرك هذا وهي تريد ثمنا لخروجها من الملف السوري وقد يكون هذا في ساحات اخرى اضافة للخليج فضلا عن اليمن التي ستكون لايران فيها كل الثقل ربما اكثر ما لها اليوم في العراق.
ايران لم تكن قلقة مع ترامب وهي ستكون مرتاحه مع بايدن فملف ايران في امريكا استراتيجي جدا تلعب فيه اسرائيل الدور الاكبر لكن الخاسر دائما هم العرب الذين لم يجدوا خلال كل الادارات الامريكية من وجه لايران ضربة عسكرية، كلهم هددوا ايران لكن لم يمسها احد، وهي في عهد الجمهوريين تم منحها العراق، واليوم مع بايدن ينتظرون اعادة توزيع المساحات في الملفات المفتوحة، اما العرب فننتظر ذلك الزعيم الامريكي الذي سيطرد ايران من المنطقة!!