جفرا نيوز -
جفرا نيوز - مما لاشك فيه بأن كثرة القيل و القال هي آفة اجتمـاعيـة خطيرة لما تحدثه من بلبلة أفكار و تضليل رأي عام و بعثرة في سكون المجتمع .. يتسلح بها كل انسان تناسى و تجاهل أن اللسان نعمه وهبنا إياها الله - سبحانه و تعالى - لذكره و عبادته و لقول الحق و المعروف و الكلمات الطيبة و حسن الأخلاق .. و ليس لأن نسخره لقول الغيبة والنميمة والبهتان والكذب والفتوى بغير علم واليمين الكاذبة وألفاظ القذف وشهادة الزور والشتم واللعن ..
للأسف لقد باتت مجتمعاتنا بين مطرقة الإشاعات و سندان الأقاويل الكاذبة !
و أرى أن ازديادها يجـر المـرء إلى الغيبة و النميمة التي تعد من كبائر الذنوب ..
لقد قال الله - تبارك و تعالى - : ( و لا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه و اتقوا الله إن الله تواب رحيم ) الحجرات : 12 .. ففي هذه الآية الكريمة نهي صريح عن الاعتداء على شخصية الآخر بالتحدث عنه بما يسوء إليه ويشوه سمعته فالسمعه هي قوام شخصية الفرد المعنوية و الاجتماعية ..
إخوتي الأفاضل أخواتي الفاضلات
إن الله جعل اللسان لنا لذكره و شكره و عبادته - جل و علا - و لكي نعبر به عن حاجاتنا التي تهمنا لتحصيل منافع ومصالح ديننا ودنيانا فيجب أن نوظفه فيما ينفعنا ولا يضرنا فإن فعلنا فليس علينا حرج وليس علينا مؤاخذة في الآخرة ..
فالعاقل منا من يفكر فيما يريد قوله قبل أن يتكلم و من يحفظ لسانه من التلفظ بكلمات خبيثة و يتجنب عبارات الكفر و الزور و الكذب و يلجم لسانه فإن لم يفعل فسيـسؤه ذلك ويُحزِنُه حين لا ينفع الندم !
و ليعلم كل منا بأن ما يتكلم به في الجد أو الهزل سواء في حال الرضى أو الغضب يسجله الملكان ..
قال الله - تبارك و تعالى - : ( ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )
و لقد روى البخاري ومسلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب .
وفي رواية الترمذي : إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسًا يهوي بها في النار سبعين خريفا .
لن أطيل أكثر و لكن نحن بدورنا يجب أن لا نصدق كل ما يقال و يصل إلينا من حديث .. فليس كل ما يُعرف يقال أو حتى ينشر و أخص بقولي هذا طبعا بعض الصحف التي لا تستند في أخبارها على مصادر موثوقة بل تستند إلى مجرد اقاويل لا صحة أو أساس لها و الله - جل و علا - قال : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) الحجرات : 6 ...
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم ..